الأربعاء، 13 فبراير 2019

لَمّا غبتِ / محفوظ فرج

لَمّا غبتِ / محفوظ فرج
لمّا غبتِ وغابوا عَنّي
مَنْ كانوا رفاقَ صبايَ
وأردفتِ الوحشةُ تمحوَ قاموسَ
خيالي
أبقيتُ حبيباتي
( نخلتُنا والنارَنْجَةُ والآسةُ )
في الدارِ
ليسمَعْنَ نشيجي
لم تبقَ منافذُ لي
أنْ أنقلَ أقدامي
بفضاءاتِ حنيني
.......
( حارَتَنا )
آهٍ يا حارَتَنا
حوريّاتُ مدارسِ سامراء
الرائحةُ الجوريةُ
والغاديةُ اليسمينيةُ
تَلْتَفُّ على صدرِيّتِها
بعباءَتِها لا تلمحُ إلا وجهاً نورانياً
يذهبُ فيَّ على بسمةِ شفتين
إلى مدنٍ الشعرِ السحريّة
بابُ الحاوي شريانُ النَسَماتِ
الغربيّة
ونوارسُ ناظمِ سدِّ الثرثار
كانَ تراءى لي
أنَّ ابراهيمَ بن العباس الصوليَّ(١)
في ديوانِه
يخطُّ رسائلَ غَزَلٍ تَتَخَلّلُها
أشعارٌ في الحبِّ
تراءى لي أن ابنَ المعتز (٢)
في زورقهِ الفضيِّ
يقولُ لخادمِهِ :
ما أشهى السَمَكَ المسقوفَ!
يردُّ الخادمُ بعد سنةٍ
في مَوْضعِ دورانِ الزورق
: بِمَ يا ابنَ المعتز ؟
ويلقي في دجلةَ بعضَ شِباكِه
ما كانَ لنا أنْ نختارَ حياةً أخرى
مُبْتَعدينَ عن الساحل
عن الغابِ
وإذا تاقتْ نفسي تتوَغَّلُ بي
نورُ الشمسِ إلى أقصاهُ
تحتضنُ البهجةُ روحينا حين أحَدِّقُ
في عينيها
وينهمرُ الشِّعْرُ على صدري
يرفلُ بالخببِ
وإذا لملمَ فيضُ حنانٍ منها
كلَّ نثاري
فرَّ خفيفٌ معسولٌ
من بينِ شغافِ القلبِ
لفرطِ ذهولي في قافيةٍ
دَوّارة
محفوظ فرج
١٩/ محرم / ١٤٤٠هـ
٢٩ / ٩ / ٢٠١٨م
————

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق