السبت، 29 يونيو 2019

مجلة شذا الحروف/ذوب الكرى/محمد الشعار



ذوبُ الكرى

تبرّجَ الليلُ وازدانتْ به الشُهُبُ
نافورةً ببنانِ النجمِ تنسكبُِ
الثلجُ والجمرُ نزفاً باليراعِ معاً
قصيدةٌ لمآقِ الشعرِ تنتسبُ
الأمسِ ذَوبُ الكرى أنساهُ إنْ سُرِقَت
من ذكرياتِ دُخاني النارُ والحطبُ
والشمسُ أغرى رفيفُ المرجِ خافقَها
برَمشِ إِيماءَةٍ خضراءَ تنجذِبُ
ترقَّتِ المِنبرَ العاجيَّ سُنبلةٌ
في أبجديِّ الهوى رنَّت لها خُطَبُ
اِسّاقطت نجمةٌ بالبحرِ أنقذَها
مِجدافُ أُمنيةٍ بالحُلمِ يلتهبُ
يُترجِمُ البعدُ في أُذْنِ الصدى لُغتي 
بأحرفِ النايِ تُستقرا و تُكْتتَبُ
وحيُ الشرودِ لهُ بالصمتِ نافذةٌ
يطيبُ للطيفِ في شُباكِها اللعِبُ
وأنظمُ الغيثَ حبّاتٍ بسُبَّحتي
ومن حريرِ القوافي يُغزلُ العصبُ
يُتَمْتمُ اللوزُ في أكمامِ خُضرتِه
وللسنى فوقَ ضِحْكاتِ الندى أرَبُ
لحَبَّةِ البُنِّ أسرارٌ بسُمرتِها
ومن  فناجينِنا تُستُنْشَقُ السحُبُ
قشَّشْتُ سلّةَ كرْمي منذُ غرستِها 
علَّقتُها بدمي حتى استوى العنبُ
تدلَّتِ اليومَ بالعنقودِ ثُريّتَهُ
ينالُها شَفَةً في قَطْفهِ القصبُ
والشوقُ أثقلَ فوقَ الموجِ كاهلَنا
ألقاهُ بالشطِّ واستلقى هنا التعبُ
صابونةُ العُمْرِ ترغو بالسنينَ يداً
كم صافحت بسرابِ الدهرِ من ذهبوا
في وَمضةِ الروحِ لا تفنى مباهِجُنا 
يمضي بريقٌ ويبقى بالرؤى ذهبُ
نواكبُ النبعَ رياناً بِحُرْقتِنا 
كي لا يكونَ لماءِ المُنتهى عتبُ .

محمد علي الشعار

28-1-2019

26

مجلة شذا الحروف/روحاً تدفق/فيصل جرادات




روحاً تَدَفَّقُ

نشرٌ من الطِّيبِ
أم عِطرُ البساتينِ
أم أنَّ روحاً
تَدَفَّقُ في شراييني
أنَّى التَفتَ
ترى زهرَ الحياةِ بها
نبعٌ من الحُبِّ
يلثُمُني ويَسقيني
إن كان حُلماً
سأبقى نائماً أبدأ
ما دامَ طيفُكِ
في الأحلامِ يأتيني
إنِّي اهيمُ بهذا الوجهِ
من زمنٍ
قبلَ الحروفِ
وآلاف القوانينِ
وقبلَ أن تُولدُ الأحزانُ
في مُهَجٍ
صوتٌ من العشقِ
اسمعُهُ
يناديني
هذي الينابيعُ
كالبِلَّلورِ صافيةٌ
وصوتُ همسٍ
وتغريدٍ وتلحينِ
أعدو على السَّفحِ
والأزهارُ تحملني
وفي حنايا أريجِ الحُبِّ
تلقيني
والماءُ سَمْحٌ
كريمٌ في ترقرقهِ
يجري ويجري
بملءِ السَّمعِ والعينِ
والجوُّ يصفو
وكان القطرُ يغسِلُه
حتى انجلى الصُّبحُ
ثمَّ أفاقَ ليموني
والغصنُ يهتَزُّ
والأوراقُ راقصةٌ
عرسٌ هي الأرضُ
في عَبَقِ الرَّياحينِ
لَكَمْ ودَدْتُ
بأن أبقى بها أبدأ
لكنَّ بعضَ أمورِ العيشِ
تُثنيني
أمضي وتمضي
زهورُ الرَّوضِ مسرعةٌ
وتَسْتَبِدُّ بِيَ الدُّنيا
لِتُنسيني.

فيصل جرادات
(بحر البسيط)

مجلة شذا الحروف/الجدار/سليمان أحمد العوجي



/ الجدار/
--------------------------
جالساً على أخرِ السطرِ
كنقطةٍ منكوبة...
يمرُ الخريفُ على أشجارِ فمي..
أراودُ تفاحةَ المعنى
فتطردني القصائدُ من جنةِ الحروف...
ولازال ظلي يكتبُ عني تقاريرهُ الكيدية...
في الطابقِ الأخيرِ للحسرة
على شرفةِ القلق
آهٌ عجوز
تدخنُ سجائرَ الخيبةِ الرديئة...
تعدُّ على أصابعِ الليلِ
أسماءَ حدائقِ المدينةِ العاقر وتشقُ ثيابها
ابتاعُ من شاعرٍ جوال
تشبيهاً بليغاً استرُ به عريها
هي مثلي أعياها التفتيشُ
عن سكاكرِ الأملِ في جيبِ كلِ شمسٍ تتأهبُ للشروق
من هنا مروا....
وفدٌ من سادةِ قريش
يوزعُ معونةَ الخوفِ على المتضررين من الفرح..
من هنا مروا...
نشرنا الهتاف الوطني
على حبالنا الصوتية
منذ نعومةِ حناجرنا
حتى جف الصراخ
توضأت الخطايا من صعيدِ دمنا...
واغتسلنا من جنابةِ أفكارنا
وترادفنا معاً للصلاةِ بلاإمام
تقول الآهُ العجوز:
على شرفة القلق
كانَ الحبقُ يدوزِّنُ أوتارَ العطر...
حين مروا ..كسَّرَ الغاضبونَ
واجهةَ أغنيةٍ وطنية
وقطعوا رأسَ قصيدةٍ نثرية
سافرة....
أنتَ وأنا كنا مثلَ شارعين باتجاهٍ واحد...
جمعنا عرائضَ الأقدامِ الحانقةِ ورميناها في حاويةِ تقريرِ المصير
في المدينةِ لم يبقَ غيرنا
وسنونو ممنوعٌ من السفر
يرقدُ على بيض الاقامة الجبرية...
يتشاغلُ بحلِ كلماتِ الغربةِ المتقاطعة....
لاعليك....
قافلةُ الخرابِ تسير
والمدافعُ تنبح...
ولكن كدتُ لا أعرفك
لم يبقَ منكَ غيرَ جلد الأماني وعظم الذكريات
قلت: كان لي ولدٌ وحيد أسميته( وطن)...
كنتُ أدورُ به على مرضعاتِ البختِ فيقفلُ فمه كلما أجهشَ نهدُ الزمانِ بحليبِ السعد...
ضاعَ ولدي ذاتَ اهمال
بحثتُ عنه بينَ عظامِ المدينة...
لم أجدْ إلا الصور المطفأة
وجرائدِ الاخبارِ المؤطرةِ بالبكاءِ الفاخر...
ودفاتر صفراءَ فيها الكثير من الأخطاء الاملائية والدينية...
ضاع ولدي.. ضاع..
استشاطتْ الآه يأساً
غمستْ اصبعها بمحبرةِ دمها وكتبت على جدارٍ
مهشمِ الأضلاعِ والخاطر:
( ألف نوحٍ لايكفي
ولو صار الكون سفينة)
هزَّ الجدارُ رأسه وسقط
موافقاً.
               بقلمي:
 سليمان أحمد العوجي.

السبت، 22 يونيو 2019

مجلة شذا الحروف/هل ينفع التنجيم/فيصل جرادات



هل ينفعُ التنجيمُ؟

خَفَقَ  الفؤادُ  وشاقَهُ  التَّرنيمُ
     وحبيبتي  بين   الضلوعِ تقيمٌ

يصحو على دقَّاتِ قلبِيَ ثغرُها
     أنفاسٌها   وردٌ    غشَاهُ    نسيمُ

فاحَ الصَّباحُ  مُضمَّخاُ بِعُطورِها
     وكأنَّهُ      بثيابها          تسنيمُ

شَرِبَتْهُ   آلاءُ  الشروقِ   بثغرِها
     عسلاً   تعتَّقَ    والظلامُ   بهيمُ

فيها    أناشيدٌ    تَرقرَقَ  دمعُها
    عشقاً   ودمعٌ   العاشقينَ  مُليمُ

لا شيءَ في الدُّنبا كوجهِ حبيبتي
    من   فوقِهِ طيرُ  السَّماءِ  تحومُ

وكأنَّ    أعشاشاً   تراودُ حِضنها
    هبَطَت    وتعرفُ   أنَّها  ستقيمُ

ما   بينَ  كَفَّيها  الحياةُ  تبرعمت
  تعلو   مدارِجَ    خصرِها   وتحومُ

إنِّي    بقُربِكِ  في   الجِنانِ أشُمُّها
   وإذا     بعٌدتِ   جهنمٌ    وجحيمُ

ما   زِلتُ   مشتاقاً    لِضَمِّكِ   مرَّةً
  لِتُقَبِّلَ     الثغرِ    الشَقِيَّ     نجومُ

ألنَّارُ   في  صدري  يشبُّ  حنينُها
  لكنَّ      قلبي     موجعٌ     وكتومُ

إنِّي أحبُّكِ في همسي و في علني
  وشاقَني  الوجدُ فيما  تنفِرُ  الرِّيمُ

متى ستبحرٌ في عينيك أشرِعتي
 فَلَرُبَّ  ينفَعٌني في  العشقِ  تنجيمٌ

فيصل جرادات

الخميس، 20 يونيو 2019

مجلة شذا الحروف/هل لي بقلبكِ نبضة/فيصل جرادات



هل لي بقلبِكِ نبضةٌ؟

أنتِ الشَّذى   في  زهرةِ البستانِ
والنبضُ في  قلبي الذي أحياني

أنتِ الصباحُ   وأنتِ  نورُ  عيونه
والطيرُ إن  رقصت  على ألحاني

وشعاعُ شمسِ الحبِّ أنتِ بدفئهِ
وعِناقُ  شحرورٍ  على   الأغصانِ

ما زلتِ في صدري وبينَ  شِغافِهِ
خفقانُ  قلبٍ  دبَّ  في  الوِجدانِ

فأفاقتِ   الدُّنيا  لتسمعَ   قصَّتي
عن  عاشقٍ  قد  طافَ   بالأركان

والوجدُ   يأخذهٌ   بعيدا   موغلاً
يطوي    دروباً    فاقِدَ    العنوان

إنَّ   الغريب  إذا   تخطََّّى   حُلمَهُ
ومضى   بلا   هَدْيٍّ  إليكِ  يعاني

إن   لم   تمُدِّي    للغريقِ  جديلةً
سيضيعُ    بينَ   البحر والشطآنِ

أنتِ   المنارةُ   أشعلي  أضواءَها
حتَّى   يراكِ  البحرُ  حينَ  يراني

إن لم  يكُن لي في فُؤادِكِ نبضةٌ
سأموتُ   في   دوَّامَةِ  الخِلجانِ

ما زلتُ  بينَ  يديكِ أطلبُ نَجْوَةً
وفتاتَ    حبٍّ   مُغْمَسٍ   بِحنانِ

من غيرِحبِّكِ والهوى وخواطِري
ماذا   سيبقى  فِيَّ   من   إنسانِ

فيصل جرادات

الثلاثاء، 18 يونيو 2019

مجلة شذا الحروف/تبسم الإشراق/فيصل جرادات



تبسََّمَ الإشراقُ

هاتي يديكِ فمن سِواكِ يُعيدُ لي
          وَهَجَ   الصَّباحِ   فإنَّني    مُشتاقُ

أنتِ  الحياةُ  فروعُها   وغصونُها
           والسَّاقُ     والأزهارُ     والأوراقُ

في  كلِّ  يومٍ  لي صباحٌ ينتشي
          إن كنتِ  فيهِ    تَبَسَّمَ    الإشراقُ

كلُّ البراعمِ  في شِفاهِكِ أزهرتْ
          والقلبُ  ذابَ   فحْملَقَتْ  احداقُ

نظرتْ      إليكِ   وبينها  جوريةٌ
          والدَّمعُ   قَطَراتُ   النَّدى   تُهراقُ

ظنَّت  بأنًّ الثَّغرَ  بعضُ   ورودها
          قد  راحَ  يقطِفُ  زهرها  العُشاقُ

كلُّ   الحديقةِ    تنحني    لمليكةٍ
          بدأت   تُزَيِّنُ   جيدَكِ     الأطواقُ

حطَّتْ طيورُ الحبِّ في أعشاشها
         وتنادتِ       الغُدرانُ       والآفاقُ

تهمي   جداولُها    الغزيرةُ     ثَرَّةً
         عذبُ  المشاربِ   ماؤُها   الرقراقُ

لكأن   عرسَ  الكونِ  حولَكِ باسماً
         وأمامَ   خَطوِكِ    تنحني  الأعناقُ

هذي    قلوبُ    العاشقينَ    نقيةٌ
         هتفتْ   بحبٍّ   ليس   فيهِ   نِفاقُ

فيصل جرادات

الاثنين، 17 يونيو 2019

مجلة شذا الحروف/نهج قويم/هدى النواجحة



نهجٌ قويمٌ

عزائم أمتي رضعت ْهواها

وأُسبلَ جفنُها وانسدَّ فوها

وأغطشَ ليلَها بينٌ رماها

وصار البؤسُ يولغُ في حماها

تهدّلّ زندُها ناءتْ بحمل ٍ

وخرَّ الماءُ لا يروي ِ ضناها

تبعثرت ِ القلوبُ كفرط عقد ٍ

ولم تدرِ البغام ُ بما أتاها

نذيرُ الموتِ خبأ للضحايا

ثيابَ اللحد ِلم يعط ِ سواها

يسيرُ الموتُ في كل ِّ الزوايا

وفي الحارات قصراً وانتقاها

وكل ُّ العُربِ يغويهم بريقٌ

يقيلُ عثارهم وثنٌ تباها

ولو عرفوا بأنَّ العمرَ دينٌ

وأنَّ الفُجرَ خطوٌ ما خطاها

تباكوا للعراق ِ وقزّموها

وصار الوغدُ يرتعُ في فضاها

نواعيرُ العراق بكتْ صباها

وصوت هديرها يحكي شقاها

ويضحك قارئُ الفنجانُ منا

غداً دورُ الشآم وما تلاها

وبعدَ الغدِّ يُنفخ ُ في رماد ٍ

وتشعلُ نارها أنّىْ تراها

وتصبحُ أمتي وَهْناً, عجوزاً

يقلبُ كفتيّه ِلما بلاها

تلعثمَ قارئُ التاريخ فينا

أهذي أمة ٌبلغتْ صِباها ؟

وهذي أمة ُ ساست شعوباً

وشعشعت الحضارة من ثراها؟

فإني لا أرى إلاّ رموزاً

وذئباً كاسراً يأتي  ظباها

وبغضاءً تجول ُبكل ِناد ٍ

ٍتُحوّلُ خَِضْرَها يبساً تناهى

صرختُ وقلتُ يا رباه ُ عوناً

فقد ضاقت حياتي واعتلاها

كلَيل ٍدامس ٍتسري بأهلي

زوابعُ فتنة طمست ضحاها

وباتت في الحشا جرحٌ عميقٌ

وبُعثرت ِالقلوبُ على هواها

لنا التاريخ والإسلام فخرٌ

ورايةُ دينناَ فاقت صداها

بلغنا بالتآخي  كلَّ عال ٍ

ٍوبالتوحيد ِأشعلنا سناها

وراية أحمدَ فيها بشيرٌ

لكلِّ الخلق ِحقٌ قد علاها

وينذرُ أنَّ يومَ الجمع ِ آت ٍ

سَيُغلبُ كلُّ باغ ٍقد أذاها

فنحنُ اليومَ في وهج المعاصي

وتخطبُ ودَّنا أفعىً تماهى

ونُهدي حقنا ذئباً خؤوناً

ليلتهمَ البلاد ومن بناها

يقتّلُ أهلنا يبتزُ منا

نفائسَ كنزِنا يُحني الجباها

ودينُ الحق ِقلدنا المعالي

تنعم يا ابن ديني قم تباهى

فنهجُ نبينا نهجٌ قويمٌ

وحبُ الخلق آيات ٌ نباها

رسالةُ ربّنا جادت بحب ٍ

وأغدقَ دوحةً يسري شذاها

كلمات /هدى مصلح النواجحة

13 /6/2019

السبت، 15 يونيو 2019

نعم أحبك/فيصل جرادات



نعم... أحبك

نعمْ أحبُّكِ
هكذا ببساطةٍ
مهما ابتعدتِ
فإنني أشتاقُ
انا لا أرى الدنيا
بدونكِ حلوةً
بل فيكِ
من بعضِ الجَنى
ترياقُ
حتى العيونُ تضيءُ
من تلقائها
وتوسعت
لجمالكِ الأحداقُ
إنِّي أُحبكِ
بل أفيضُ كجدولٍ
بالعشقِ يدرجُ
ماؤُهُ الرقراقُ
بدرٌ يُطلُّ وينتشي
بضيائِهِ
لما تغشَّى العاشقين
 أفاقوا
فاضَ الُّلجينُ
على جبينِكِ ناصِعاً
وتبرعمت
في غُصنِكِ
الأوراقُ
إن نمتِ
نام الكون حولك حالماً
واذا صحوتِ
تنادتِ الآفاقُ
لا يعلمون بأن عيدَكِ
موعدٌ
فيه الصباحُ
يعودُ
والإشراقُ
ما بين كفَّيكِ الحياةُ
تكوَّرتْ
وعلى عُيونِكِ
سبَّحَ العشاقٌُ
وتدور في الشفتينِ
كلُّ حكايتي
أيقونةٌ
رُفعت لها الأعناق
وتصالحت
كلُّ الفصولِ تحيةً
بدأت بعيدِكِ رقصةٌ
وعناقُ
حتى انثنى كلٌ
وقد نالَ المُنى
ِلولاكِ
ما كان الزَّمانُ يُطاقُ

فيصل جرادات

محمد الفاطمي/يرى الجبناء أن الخوف رشد



يرى الجُبناءُ أنَّ الخَوْفَ رُشْدٌ

رأيتُ النّاس في وطني سُكارى***وليلُ الظّلم قدْ طردَ النّـــــهارا

رأيتُ طباعهم سقطتْ حضيضاً***وما وجدوا لأنفسهمْ قــــــرارا

عليهمْ هبّتِ الظّـــــــــلماءُ لمّا***رضوا بالذّلّ خـــــوفاً وانكـسارا

ولوْلا الخوفُ ما كنّا قطــــــــيعاً***من الغوغاءِ يرْعاهُ النّـصارى

يَرى الجبناءُ أنّ الخــــوفَ رُشْدٌ***ومن فقدَ الهُدى أضحى حمارا

////

أجيبوا عنْ سُؤالي إنْ أردتمْ***فأنتم قدْ رأيتــــــــــــــمْ ما رأيتــمْ

هل الإنسانُ في وطني سليمٌ؟***أم الأوضاعُ تنْـــــفي ما زعمْتمْ؟

إليكمْ يا بني أمّي إليـــــــــكمْ***فَبومُ الخوْفِ قد هجمتْ عليكـــــمْ

رضيتمْ بالهــــــــوانِ فكان عاراً***وعشتمْ كالدّجاجِ وما خَجـــلتمْ

أكيدٌ لا حياةَ لمـــــــــن أُنادي***فأنتمْ في النّهوضِ قدِ انْهــــزمتـمْ

////

نلومُ على الفــــسادِ الآخرينا***ونحنُ من الزّنـــاةِ المُفْــــــــسدينا

ألمْ ترَ كيْف أصْــــــبحْنا رِعاعاً***نُعامَلُ كالكــــــــلابِ الجائعينا؟

نُساقُ إلى السّجون إذا نبحْنا***ونُضرب إن رفضــــــنا الذّلّ فينا

وصفنا في الشّعوب بكلّ لؤم***وصرنا من كبار المــــــــــارقينا

فلا والله لن نجـــــد انفراجا***ومن فقد الرّضى رضع المــــشينا

////

ألا تبّاً لمنْ هَــــجروا الأدب***وأضْحوا في الحــــــــياةِ بلا نسبْ

سألتُ الدّهرَ عنهمْ في زماني***فقيلَ ليَ اليـــــهودُ همُ العـــــربْ

ألم ترَ أنّهمْ فقدوا لســـــــاناً***به الفــــــــــرقانُ علّمــــــنا الأدبْ

وهاموا في الحــــياةِ بلا بيانٍ***على عكْـــسِ التّليدِ منَ الحــــقبْ

فوا أسفي على عربٍ تردّوا***فصاروا في الخــــــلائقِ كالحطبْ

////

نعيشُ على التّآمر والفــتنْ***ونكرهُ أن يكـــــــــــــــــونَ لنا وطنْ

نسينا وحدةَ الــخلاّقِ فينا***وعشــــــــــنا في الحـــــــياةِ بلا زمنْ

وفي وطن العروبة قد فقدْنا***توقُّعَ وحدةٍ تُنــــــــــهي المـــــــحنْ

وشقّ عليّ أن أحيا لقــيطاً***وأصلي قد تشــــــبرقَ بالوهــــــــنْ

سألتُ الله أن تلدَ النّــساءُ***رجالاً في الـــــــحياةِ لهم ثـــــــــــمنْ

محمد الدبلي الفاطمي

الجمعة، 7 يونيو 2019

مجلة شذا الحروف/مقدس يا ذا الحجر/هدى مصلح النواجحة



مقدسٌ  يا ذا الحجر

بدأ الحوارُ فهذا قلبيَّ والحجرْ
كيفَ استطابَ الودَّ هذا المختصِرْ

كيف استقام, تلألأت جنباتهُ
في حضن بيت الله يزجينا العِبَرْ

فقد استراح َ بِيُمنه ٍِزاد العلا
ْوغدا البداية َُفي حكايات ِِالبشرْ

الله أكبرُ حين شيعه ُ مضى
بشرى الجنان بصدق ِرب ٍ مقتدرْ

قبلاتُ كلُّ الخلق ِ إيذانُ الهوى
وكذا الإشارة ُمن تباشير ِالقدر

سعدَ الذي ألقى التحية َ رافعاً
بيمينه ِ ومكبراً  يرجو الحذر

وتباينت لغة ُالحجيج ِكأنما
لهجاتُ أفواه ِ الطيور المُحْتضرْ

مَثلُ الحمام ِهديلهم وبكاؤهم
كالسيل ينداحونَ حوّلك يا حجر

أنا مقبلٌ والقلبُ يسبقوني إليه
وهناك يخذلني البكاء المنهمرْ

وأرى فؤادي شُدَّ من ساساته
وتُحلّقُ النفسُ كما لمح ِِ البصرْ

وأطوفُ حولَ البيت أدعو خالقي
وتطوفُ حولي كلُّ ألوان ِالبشر

فأرى الخليقة َمنذ كانت  ذرة ً
لتؤكدَ التوحيدَ , َوالعهدُ انتشرْ

ويقولُ أدم: يا إلهي مسني
ورمى العدو فصرت في مرمى سقر

ورضيت للشيطان ِيسكنُ خافقي
ويقيمُ  باباً في عذابي والنذرْ

وأراني عَبْداً تائهاً ضلَّ الهدىْ
ربي أتيتك تائباً يهمي العِبرْ

وأنابَ آدمُ للكريم ِِ بقلبه
ليتوبَ من ذنب ٍعظيم ٍمُعتبرْ

ودعا الحليمَ وقالَ : ربي مذنبٌ
ورجعت للتوّاب ِِِ,عَفوكَ ! فغفرْ

فأنا ابن آدمَ تائبٌ جدي الرضى
ربي الغفور ومَن سواه المُقتدرْ

فإذا رحمتَ فأنتَ يا ربَ الأولى
تزجي بعفوكَ كي أفوزَ وانتصر

 كلمات /هدى مصلح النواجحة

مجلة شذا الحروف/رسبنا في المحيط/محمد الفاطمي



رَسَبْنا في المُحيطِ

بِقَدْرِ الجِدِّ نَكْتَسِبُ البَيانا***فَنَصْنَعُ منْ ثَقافَتِنا لِســـــــــــــــــــانا

شُعاعُ حُروفِنا بالنَّظْمِ يَحْيا***فَيَخْلَعُ عَنْ ثَقافَتِنا الهـــــــــــــــوانا

عَلَيْنا أنْ نَقومَ بِما علَيْنا***لِنَصْنَعَ في المَــــكانِ لَنا زَمـــــــــــانا

وما كَسْبُ المَعارفِ مُسْتَحيلٌ***إذا ما الفَهْمُ عَلَّــــمنا البَـــــــيانا

فَهيّا يا رفاق الدَّرْبِ هَيّا***لِنَكْسِبَ ما سَيَمْنَحُنا الأَمـــــــــــــــانا
////
أرى المَكْتوبَ يَجْهَلَهُ الأَنامُ***كَأَنَّ الجَهْلَ في الشَّــــــــبَهِ الظَّلامُ

تَقَدَّمَتِ المَعارِفُ نَحْوَ فَجْرٍ***بِهِ الإِبْداعُ أَصْبَحَ لا يَنــــــــــــــامُ

وَنَحْنُ كما تَرانا لَيْسَ إلاَّ***قَطيعاً يَسْتَبِدُّ بِهِ اللِّئــــــــــــــــــــــامُ

نُعامَلُ كالبَهائِمِ في بِلادٍ***بِها الإنْسانُ أَفْسَدَهُ النِّظــــــــــــــــــامُ

وَتِلْكَ حَقيقَةٌ لا رَيْبَ فيها***يُجَسِّدُها بِأَحْرُفِهِ المَـــــــــــــــــــقامُ
////
أَرَدْنا أنْ نُعَلِّمَ ما يُفيدُ***فَعَلَّمَنا المُعَلِّمُ ما يُريـــــــــــــــــــــــــدُ

أَلَمْ تَرَ بِالمَدارِسِ ما زَرَعْنا؟***وَكَيْفَ سَيَرْتَقي البَــــشَرُ الوَليدُ؟

وَلَوْ كُنّا نُحاوِلُ ما اسْتَطَعْنا***لَكانَ لِأُمَّــــــتي الرَّأْيُ السَّـــــديدُ

رَسَبْنا في المُحيطِ مِنَ التَّدَنِّي***وفــــي أَوْطانِنا كَثُــــــرَ العَبيدُ

إذا ما الذُّلُّ عَشَّشَ في بِلادٍ***تَحَــــكَّمَ في دَوالبِها البَـــــــــــليدُ
////
دَعونا نَسْتَجيبُ إلى العُقولِ***لِنَكْتَشِفَ البَليغَ مِنَ الحُـــــــــلولِ

فَإنْ نَحْنُ اجْتَهَدْنا ما اسْتَطَعْنا***سَيَدْفَعُنا الطُّموحُ إلى الوُصولِ

وَأَمّا إنْ تَزايَدَتِ المَآسي***سَتَجْرِفُنا المَصائِبُ كالسُّيـــــــــولِ

وَلَيْسَ لَنا منَ الآتي هُروبٌ***وَقَدْ عَلِمَ المَصيرَ ذَوو العُـــقولِ

عَلَيْنا ما عَلَيْنا إنْ أَرَدْنا***فَنَحْنُ اليَوْمَ أَشْبَهُ بالطُّلــــــــــــــولِ

محمد الفاطمي الدبلي

مجلة شذا الحروف/وازع/ أديب عدي




 
وَازعٌ
===
يُصُوغُ مَدَى الْأَقْوَالِ وَ الْفَمُ مُسْمِعٌ ❀ ❀ ❀  كَمَا تُنْطَقُ الْأَصْوَاتُ يَنْثُرُ سَامِعُ
وَ حِينَ سَعَى الْإِفْصَاحَ رَدَّ مُتَسَرِّعاً ❀ ❀ ❀  وَ قَدْ لَا يُفِيدُ السَّامِعِينَ تَسَارُعُ
فَجَاءَ صَدَى الْأَلْفَاظِ ينْشُرُ مَرْجِعاً ❀ ❀ ❀  وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْقَائِلِينَ مَرَاجِعُ
فَرُدِّدَ فِي الْأَجْوَاءِ صَوْتُ مُتَوَاضِعٍ ❀ ❀ ❀  لِيَجْتَابَ الْمَعْنَى وَ الْكَلَامُ مَوَاضِعُ
______
أديب عدي