السبت، 29 يونيو 2019

مجلة شذا الحروف/ذوب الكرى/محمد الشعار



ذوبُ الكرى

تبرّجَ الليلُ وازدانتْ به الشُهُبُ
نافورةً ببنانِ النجمِ تنسكبُِ
الثلجُ والجمرُ نزفاً باليراعِ معاً
قصيدةٌ لمآقِ الشعرِ تنتسبُ
الأمسِ ذَوبُ الكرى أنساهُ إنْ سُرِقَت
من ذكرياتِ دُخاني النارُ والحطبُ
والشمسُ أغرى رفيفُ المرجِ خافقَها
برَمشِ إِيماءَةٍ خضراءَ تنجذِبُ
ترقَّتِ المِنبرَ العاجيَّ سُنبلةٌ
في أبجديِّ الهوى رنَّت لها خُطَبُ
اِسّاقطت نجمةٌ بالبحرِ أنقذَها
مِجدافُ أُمنيةٍ بالحُلمِ يلتهبُ
يُترجِمُ البعدُ في أُذْنِ الصدى لُغتي 
بأحرفِ النايِ تُستقرا و تُكْتتَبُ
وحيُ الشرودِ لهُ بالصمتِ نافذةٌ
يطيبُ للطيفِ في شُباكِها اللعِبُ
وأنظمُ الغيثَ حبّاتٍ بسُبَّحتي
ومن حريرِ القوافي يُغزلُ العصبُ
يُتَمْتمُ اللوزُ في أكمامِ خُضرتِه
وللسنى فوقَ ضِحْكاتِ الندى أرَبُ
لحَبَّةِ البُنِّ أسرارٌ بسُمرتِها
ومن  فناجينِنا تُستُنْشَقُ السحُبُ
قشَّشْتُ سلّةَ كرْمي منذُ غرستِها 
علَّقتُها بدمي حتى استوى العنبُ
تدلَّتِ اليومَ بالعنقودِ ثُريّتَهُ
ينالُها شَفَةً في قَطْفهِ القصبُ
والشوقُ أثقلَ فوقَ الموجِ كاهلَنا
ألقاهُ بالشطِّ واستلقى هنا التعبُ
صابونةُ العُمْرِ ترغو بالسنينَ يداً
كم صافحت بسرابِ الدهرِ من ذهبوا
في وَمضةِ الروحِ لا تفنى مباهِجُنا 
يمضي بريقٌ ويبقى بالرؤى ذهبُ
نواكبُ النبعَ رياناً بِحُرْقتِنا 
كي لا يكونَ لماءِ المُنتهى عتبُ .

محمد علي الشعار

28-1-2019

26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق