الأحد، 19 أبريل 2020

مجلة شذا الحروف /قصاصات شعرية 47 /محمد علي الشعار



قصاصات شعرية ٤٧

نظرتُ إلى المرآةِ حتى أرى وجهي
فلم أرَ وجهي بل رأيتُ بها ظهري !
وقالت : وردتَ الحبَّ كُثْباً من الجفا
أدرتَ له ظهراً ... أدرتُ أنا ظهري
ولست ترى إلاّ الحقيقةَ نِصفَها
ونصفٌ يراهُ الماءُ صُبَّ على الجمرِ .
---

إذا رأيتَ شعاعَ الماءِ مُنكسِراً
فاشعبْ شُعاعينِ في عيني وفي قلبي
تراهُمها دمعةً من غيمةٍ سقطت
على يدِ الشمسِ واستلقت على هُدْبي

---

سأمنحُ روحي جناحَ العَنانْ
لأسبحَ مثلَ الهوا والدخان
سئِمتُ عقاربَ وقتٍ تشيخُ
على ساعديها ورا الدورانْ .
---

تُبخِّرُني الحروفُ بنارِ وجدي
تُحوِّلُني سحاباً في السماءِ
يُقطِّرُني السحابُ ببرقِ لحْظٍ 
ويُرجِعُ ناريَ الأولى لماءِ

محمد علي الشعار

١١-٤-٢٠٢٠

إذا كُشِفَ الغِطا عن سِرِّ حرفي
رفعتَ الصخرَ عن تِبْرٍ جريحِ
قرأتَ النصَّ من ورقٍ و حِبرٍ
وأصلُ الحرفِ منقوشٌ بروحي .
---

لعينيَ مع عينِ النخيلِ هوىً يُزارْ
إذا سالَ من حرفي دمٌ أخضرُ الأوارْ
تلوحُ من الموجِ البعيدِ سفينتي
ويُحرقُني شطُّ الغيابِ على انتظارْ
تعذَّر حلْمٌ كنتُ أفدي وِسادَهُ
ومابينَ نجمٍ والدجى لمْ يعُدْ حِوارْ
وهذي يدايَ اليومَ ظهرَ شراعِكم
طِوالٌ على ريحِ السُّدى والهوى قِصارْ

---
الخنزيرُ الأبرص

سقى اللهُ أياماً تخشّـبْنَ بينَنا
وصارت على نهرِ المنيّةِ قارِبا
أفادكَ كورونا الحبيبُ بلكْمةٍ
وفتَّلَ يا ممعوسُ فوقَك شارِبا
نهبتَ شعوبَ الأرضَ طُرّاً وربّما
رأيتكَ حتى في جهنّمَ ناهِبا

---
حملتُ خيوطاً للسماءِ وإبرةً
أُرقِّعُ ثُقباً للأزونِ مُبدَّدا
لقد أصبحَ الصيفُ الحراريُّ بارداً
وغيثيَ من فصلِ الشتاءِ مُجرّدا
ليرجعَ تفاحُ البساتينِ باسماً
وأَرجِعُ من حفلِ الأزاهرِ مَشْهدا .

محمد علي الشعار

١٥-٤-٢٠٢٠

مجلة شذا الحروف /لولا أنتِ/مصطفى الحاج حسين



* لولا أنتِ ...* 
   
            شعر : مصطفى الحاج حسين .

لولا أنتِ
كانتِ الدُّنيا احتاجَت لمعنى
وكانَ على السماءِ
أن تجدَ شمساً
وعلى الليلِ
أن يؤمِّنَ قمراً
وعلى البحرِ أيضاً
أن يتدبَّر ماءَهُ
لولا أنتِ
كان الوردُ سيتطلَّبُ عطراً
وكان النّدى سيتضوَّرُ عطشاً
ولكانَتِ الفراشاتُ تهيمُ
في براري السّرابِ
وكانَ الوقتُ سيطلُّ علينا
حافياً متعثَّراً
مُدمى اللُّهاث
وكانتِ الأرضُ سَكرى
عمياءَ
لا تعرفُ لها درباً
لولا أنتِ
ما كانَ للسكَّرِ طعمُ القُبلةِ
ولا للملحِ نكهةُ الانتظارِ
وما كانَ للماءِ
رضابُ العناقِ اللَّذيذِ
ما كانَ للأشكالِ شكلٌ
ولا للألوانِ بهجةٌ
أو للأصواتِ صدىً
لولا أنتِ
ما كانَت أصابعُ الريحِ
عزفَت أغاني الحنينِ
ولا كانَ للدَّمعِ
أن يطَّهرَ الضَّوءُ من أردانِهِ
أو كانَ الثّلجُ أبيضَ
كأوردةِ التّوقِ
لولا أنتِ ..
كانت قصيدتي بلا كلماتٍ
وكلماتي بلا نوافذَ
وبسمتي بلا رفيفٍ
وقامتي بلا جذعٍ
وروحي بلا دبيبٍ
لولا أنتِ
ما كانَت تتوسَّطُ قلوبَنا
قلعتُكِ الأبديّةُ
يا حلبُ *.

             مصطفى الحاج حسين .
                    إسطنبول

مجلة شذا الحروف /حبال الوصل /رمزي الناصر



نأت منّا حبال الوصل حتى

تبدّل حبّه حينا لجرح

ورحت مؤمّلا شوقي لصدع

صدى نحب الوداد بشرّ قبح

سأقضي راجلا مافي جنوحي

وساوس نادم عن فرض صفح

مشاعرنا اختفت أولا نعاني

رويت وشائجي ودفنت صبحي

       

            رمزي الناصر

الخميس، 16 أبريل 2020

مجلة شذا الحروف /عصافير المطر/مصطفى الحاج حسين




عصافير المطر ...

                 شعر : مصطفى الحاج حسين .

إنَّا أخذنا عنكِ الغناءَ
وصرنا نرسمُ في المدى
أهازيجَ الرُّوحِ والنّدى
ونرتشفُ من ينابيعِ سحرِكِ
ومضاتِ العناقِ
ونحبُّ الإبحارَ في شهقاتِ وردِكِ
يافراشةَ البوحِ الشّفيفِ
ونريدُ التّوغّلَ في ثنايا ضوئكِ
كعصافيرِ المطرِ
وأصابعِ اللهفةِ
أنتِ ربيعُ النّبضِ المزدهرِ
على حدودِ النّسيمِ
في كلِّ تنفّسٍ نأتي إليكِ
ونلثمُ نقاءَ أساريرِ مهجتكِ
ياشمسَ أيامنا الحالمةِ
كم نعشقُ الدّروبَ الّتي
تودي باشتعالنا إليكِ
ونصلّي لكلِّ ذرّةِ مجدٍ
من أرضِ عطرِكِ
حلبُ ياسماءً مفتوحةً
على كواكبِ الأحلامِ
يا حصنَ النّجومِ
وتخومَ الخلودِ
إنَّا نهفو بأقمارنا إليكِ
ولو كانَ الليلُ من قيودٍ
والسّحابُ من زلازلٍ
إنَّا نراكِ بعيونِ الأفئدةِ
بأجنحةِ الحنينِ
وبرائحةِ النّدى
سيعودُ إليكِ دمنا
متّشحاً بأمواجِ النّداءِ * .

                           مصطفى الحاج حسين .
                                    إسطنبول

الاثنين، 13 أبريل 2020

مجلة شذا الحروف /جموح الشوق/زعرة الزواغي



جموح الشوق.....

الهزج........

ترنَّم أيها الشادي
ولا تحفل لإنشادي

نسيتَ الودَّ يا دهري
فصرتَ اليوم جلادي

تشُبُّ النار في قلبي
ويأبى الماء إخمادي

كتبتُ الشعر في بوحي
بحرف الصّاد والضّاد

لهيب الشوق بركان
لضاه سلّ أوتادي

ركبتُ البحر مسعورا
جعلت الريح منطادي

فيعلو في الحشا موج
بلا رغوٍ وإزبادِ

طيور الشوق قد شقت
محيط الهند والهادي

عيوني بالأسى ملأى
تُفيض النهر والوادي

جموح ما له حدّ
بلا وقت وميعادِ

فمالي للقضا ردّ
سجلّي ،منذ ميلادي

َوروحي للقا ظمأى
مُناها جمع أولادي

رجائي فيك يا ربي
وصبري في الجوى زادي.

بقلمي: زعرة الزواغي. 12/4/2020