الاثنين، 29 يوليو 2019

مجلة شذا الحروف/أرأيت نهراً يغرق؟ /فيصل جرادات



أرأيتِ نهراً يغرقُ؟

كادَ الصَّباحُ
أمامَ وجهِكِ يَنطِقُ
وشِغافُ قلبي
في سماكِ تحلِّقُ
يتناوبان كما الفراش
بزهرةٍ
فكأنما قلبُ العشيقةِ
يخفقُ
لولا عيونكِ
والصَّباحُ
وزهرتي
ما كان هذا الحبُّ فينا
يُخلقُ
في كلِّ يومٍ
تشرقين بأعيني
وأرى على خدِّيكِ
غصناً يورقُ
ما نامَ حُلمٌ
في وسادةِ عاشقٍ
إلا صحا
عند الصباحِ يزقزقُ
هل غير صدري
إن غفوتِ
وسادةً
ولغير حِضني
قد طواكِ المِرفقُ
النهرُ في مجراهُ
يجرف هادراً
فإذا رآكِ
وجدتهُ يترفَّقُ
حتى غدا
مثل الجداولِ رقةً
أرأيتٍ قبل اليومِ
نهراً يغرقُ

فيصل جرادات
(القصيدة على البحر الكامل)

مجلة شذا الحروف/بساتين الصدى/مصطفى الحاج حسين



* بَسَاتِينُ الصَّدَى..*
                         
                 شعر : مصطفى الحاج حسين .

قَفَزَتْ

غَيمَةٌ فَوقَ رُوحِي

كَانَ الرَّملُ جَائِعاً

وَالعَطَشُ يَشرَبُ نَبضِي

في زَورَقِ النِّيرَانِ

أضغَاثُ سَرَابٍ

تُمطِرُ بَرَاكِينَ نِدَاءٍ

وَالدَّمعُ  الجَارِفُ

كَانَ يَختَرِقُ السُّؤالَ

عَنْ فَمِ النَّدَى

المَسكُونِ بِالسُكَّرِ

سَحَابَةٌ مِنَ الكَلِمَاتِ

تُخَيِّمُ على أغصَانِي

تَهمِسُ في دَمِي

جَدَاوِلَ رَفِيفِ القَصِيدَةِ

تُزَغرِدُ الفَرَاشَاتُ

حِينَ تَحُطَّ على حَنِينِي

فَأنَا نَبعُ عُشقٍ

يَصهُلُ في بَسَاتِينِ الصَّدَى

والمَدَى يَتَصَيَّدُ آهَتِي

وَحُرقَتِي بلا أجنِحَةٍ

تَهِيمُ في تَضَارِيسِ لَوعَتِي

تَتَعَرَّى مِنْ صَقِيعِ المَرَارَةِ

والجُرحُ يَنزِفُ الخَرَابَ

مِنْ وَطَنٍ فَقَدَ شُمُوسَـهُ

وَصَارَتْ لَيَالِيهِ  غَاشِيَة ً *

                   مصطفى الحاج حسين .
                           إسطنبول

مجلة شذا الحروف/لا تتوددي/الصافي ابوعمار



لا تتوددي
              ✍️ الصافي ابوعمار

إن جئت اهمس للمدى
أن   الحبيبة   مبعده
.
إياك     أن     تتوددي
شوك  الجفاء  بموردي
.
لن أرشف  الأشواك  ذي
ضِيع   العذوبة  موقدي
.
لا خير   في  مطر   أتى
صوب البحار استطردي
.
شيطان عشقك من دمي
والنبض   منها   أوردي
.
حضن   الجحود  مقتَّه
واليوم  أنت   تشاهدي
.
جثمان  عشقي  مثقل
بالإفك  فيك   معابدي
.
وصلاة  نشوتنا صدى
فلما   النداء    ترددي
.
قد حيَّ قلبي وابتدى
فيها  الإقامة  عاودي
.
خلف   الإمام    أإمة
والفذُّ   نال   توعّدي
.
عيدان في وطني غفى
شهر حرام  .. مقصدي
.
في القلب بات مُعطلا 
شرع  السماء   وسيدي
.
الله    حيٌّ    رغمهم
جمع   العتاة  الملحد

والله   يبقي   ظلهم
حتى الخلود بأخدد
..

الثلاثاء، 23 يوليو 2019

مجلة شذا الحروف/أُحبكِ/فيصل جرادات



أُحِبُّكِ.....

ألقيتِ سِحرَكِ
في سُطورِ دفاتري
فتعانقَتْ من وقعِهِ الكلماتُ
وأسالَ من شفتيكِ
شهداً ناطفاً
تجنيهٍ من عشقي لكِ
النَّحلاتُ
ما دام ثغُرُكِ
وردةً جوريةً
فبأيِّ بستانٍ شذاكِ يباتُ
ويمرُّ نورُ الفجرِ بين رموشِها
سمعَ النِّداءَ فشاقَهُ
الإنصاتُ
جَلَسَت على عرشِ الفؤادِ
مليكةً
وتعاقباها
النبضُ والخَفقاتُ
وأمامها
ركع الجمالُ مُهلِّلاً
وهَوَت على أقدامِها
القُبُلاتُ
حُرَّاسُها
بعضُ الزنابقِ غضَّةً
ومن الأقاحي
بالرَّحيقِ رماةُ
تفديكِ
دقَّاتُ القلوبِ
حبيبتي
وإليكِ عادت تومِضُ
النَّجماتُ
لا شيءَ مثلكِ
في الوجودِ عشِقتُهُ
وكأنما خُلِقت لك البَسَماتُ
أشتاقُ
حتَّى أحرقتني مشاعِري
وتَرَنَّحت
من تحتِيَ الشُرُفاتُ
فكم انتظرتُ
مع الحنينِ مُوَلَّهاً
وكمٍ استَفَزَّتْ أعيُني
دمعاتُ

فيصل جرادات
(القصيدة على البحر الكامل)

الاثنين، 22 يوليو 2019

مجلة شذا الحروف/هي قُبلة/فيصل جرادات



هيَ قُبْلَةٌ

لا شيءَ أشهى
من صباحِكِ باسماً
ورفيفُ أجنحةٍ
على جفنيكِ
هي قُبلةٌ
نَشَرَ الصَّباحُ أريجَها
فَتَجَلَّتِ الأنوارُ في عينيكِ
وتناقلت كلُّ الخميلةِ سِرَّها
وَوَشَى بها العُصفورُ
بين يديكِ
مثل النَّدى فوق الورود
مذاقُهُ
عسلاً
يذيبُ العشقَ في خدِّيكِ
في كلِّ غُصنٍ
زهرةٌ معقودةٌ
تهفو
كما يهفو الصَّباحُ إليكِ
وتحومُ في شغفِ الرحيقِ
فراشةٌ
لونٌ أرَق من النسيمِ عليكِ
فتوسَّدي مني الذراعَ
لعِلَّني
حينَ اقتربتِ
أذوبُ في شفتيكِ
هذا صباحُ الخيرِ
غرَّدَ باسماً
ومضى بعيداً
ثم عادَ إليكِ

فيصل جرادات
ُ

الأحد، 21 يوليو 2019

مجلة شذا الحروف/اعزفي بالناي/ناصر عطا محمد



... *** اعزفي بالناى *** ...

اعزفى .. بالنا ي .. أبواق االولاء
فى هدوء الفجر .. مات الكبرياء

قد مضى قلبي .. يسبح بالحنين
من يروم .. الود .. لاينسى اللقاء

ياحنينا .. مات قهرا .. فى السنين
هل يعيش الحب .. فى بحر الجفاء

للهوى .. حكم .. تسمر ... فى السنين
نبض ود .. مات .. من سيف الحياء

نايك المسكين .. يعشق دمعتي
والمأسي .. صارعت .. فينا الولاء

خبريني .. أرسلي .. برقيتي
يارحيق الوجد .. يازهر الوفاء

أعزفي .. لاتأبهي .. من أدمعي
تلك .. موجات .. لقهر الأتقياء

جئنا باب الطهر .. نرجوا  توبة
هل ترانا .. قد نعسكر .. فى العراء

أم يرى .. الحجاب .. نزف عيوننا
نرتجي .. عفوا .. وقد عز الرجاء

خبري .. كل القوافل .. والأبابل
مات عشقا .. من رأى .. فيكم بهاء

جن قيس .. والعناتر .. صارعوا
حتى ذابوا .. فى طواحين الهواء

بقلمى  الشاعر ناصر عطامحمد
ب...Nasser Atta

السبت، 20 يوليو 2019

مجلة شذا الحروف/ساعات بلاعقارب/محمد علي الشعار



ساعاتٌ بلا عقارب

تأمّلْ بُروقِيْ في السماءِ فإنَّها
تلاقٍ لقُطْبي المشاعرِ نازفة
أنا أنتَ لو نالَ الفؤادُ جناحَه
ولكنّها من خفقةِ النارِ خائفة
كلانا لميراثِ الترائبِ ننتمي
وحواءُ من تُفّاحةِ الوهمِ قاطفة
ولوني على وجه المياهِ سبيكةٌ
بميزانِ من يهوى الحقيقةَ زائفة
سأكسرُ مِرآةً وأرمي شظيّةً
تقولُ لنجمٍ في السما : أنا آسفة
تحسّسْ مزاياكَ المُضيئةَ بالسنى
فصورتُك الأخرى وراءَكَ راجفة
تمنيتَ وَرْداً دونَ شوكٍ أمانيا
فسارت على شوكِ الأزاهرِ راعفة
تَتبَّعْتَ في البلورِ أنفاسَ غيمةٍ
وسالت من البُرءِ الطفوليِّ طائفة
تلظّت بأسفارِ المنافي حمامةٌ
وظلّت على جمرِ  الأضالعِ عاكفة
سيتخذُ الاسمنتُ منكَ دريئةً
وتُرديكَ يوماً طعنةُ اللحظِ خاطفة
وترقصُ فوقَ الجرحِ خيّالةَ الهوى
دماً وَهْيَ بالجرحِ المُعتَّقِ عارفة
وتكتبُ خضراءُ الدموعِ شجونَها
لِتَنبُتَ في موجِ التخاطُرِ وارفة
أُسيِّرُ  روحي بالصحارى قوافلاً 
إلى أنْ أرى نفسيْ بظلِّكَ واقفة
هوَ الحبُّ نهرٌ في الحياةِ نرومُه
وأنجمُنا فيه قواربُ جارفه .
نشرتُ ثمارَ الحرفِ فوقَ موائدي
و واوي على كلِّ الفواكهِ  عاطفة
لبَوْصلتي والريحَ ألفُ خصومةٍ
و وِجْهةُ خطوي في دروبِكَ هادفة
جزى كلَّ حرفٍ لا يخونُ ... شعاعَه
ولمّا جرى ضمنَ الشرايينِ ضاعفَه
تلقّى من الوحي المؤرّجِ نغمةً
وأهدى إلى قُرْطِ البنفسجِ هاتفَه
أُحلِّق مافوقَ السماءِ إلى المدى
وكِبْدي على أرضِ الأحبّةِ زاحفة
جمعتَ بماءِ الأزرقينِ قصيدةً
وتُرْبُكَ من حِبْرِ اليراعةِ راشفة
حَطَتَّ على نسجِ الحريرِ فراشةً
وأقلعْتَ من شوقِ انتظارِك عاصفة .

محمد علي الشعار

١٩-٧-٢٠١٩

مجلة شذا الحروف/عقربان/لمياء فلاحة



🌲 عقربان🌲

كلّما تعانقَ العقربان
في ليلةٍ صيفيةْ
من عمرِ الحياةِ
أخطو إليك بأحلامي
والأماني وشاحي
كنتَ الحبيبَ الندي
وكنتَ سكرةَ الاقداحِ
كان بيننا موعدٌ
خلفَ. ستارِ الليلِ
انتظرتُ نداءَهُ
 مرآتي تكسَرتْْ
من عطرِ لهفتي
 صارتْ شاهداً
على خيبتي
العقاربُ التي لدغتني
وسرقتْ أحلى مافي جُعبتي
شكوتُها اللهَ
كم كنتُ في سري أناديه
تصحرتْ روحي
بجفائِه
جفَّ قلمي عن سواقِيه
لم يبقَ لي
سوى ذكرى
وطيفاً في كلِّ ليلةٍ
 أناجيه
🌺🌺🌺
 لمياء فلاحة
18/7/2019

مجلة شذا الحروف/زفراتُ عشقٍ/الصافي أبوعمار



زَفَراتُ عِشْقٍ
.................✍️ الصافي أبو عمار
.
فَي الزَّفْرَةِ الأُولَى
ـ ابْتِهالا ـ
أشْرَقَتْ آهَاتُ رَوْحِيَ فِي الغَرَام
وَأَبْرَقَتْ
.
كَشَرارِ مْحرَقَةٍ
تُحَلِّقُ صَبْوَتِي
مَا لِي بِفِيْهَا ـ إِنْ أطَلَّ ـ
تحَرَّقَتْ
.
مِقياسُ (... رِخْتَرِ ) 
مَا لَهُ رَصْدٌ عَلَيكَ وَرَقْصُ رَوحٍ
فِي اللِّقَاءِ تَأَلَّقَتْ
.
للرَّعْشَةِ الأُولَى
صَبِيب فِي الرُّؤى
يَنسَابُ نُورًا وَانْتِشَاءً حَدَّقَتْ
.
كَيْفَ  ..
اخْتِطَافُ  النَّبْضِ في طَرَفٍ لِطَيْفٍ
دُونَ طَرْفٍ ؟ حَقَّقَتْ !
.
صَفَعَاتُ
ذَيَّاكَ الغَرَام رَقِيْقَةً
كالخَمْر فِي لَذَذٍ و جَورِ  تَعَتَّقَتْ 
.
وَجُنودُ هَذا الشَّوق جَدُّ عَزِيزَة
إذْ بِالكَيَانِ تُقِيمُ صَرحًا
طَوَّقَتْ
.
أسَفًا
وَتُمْطِرُ مُهْجَةٌ لمْ تَرْتَشِفْ
نَهَمًا وَتَطلُبُ لِلْزِيَادَةِ أُغْرِقَتْ
.
مَنْ لَي بِتِلْبَيبِ الهَوَى
فأجُزَّهُ
يَأسًا وَلَي أقْصُوصَةٌ
وَتَرَقْرَقَتْ

الأحد، 14 يوليو 2019

مجلة شذا الحروف/مدارج التيه/يحيى موطوال



◆  مدارج التيه  ◆

صمتٌ شقيٌّ
يضيعُ في الفراغ
خرابَ عتمة .

غيابُكَ همسٌ شاردٌ
لحُلمٍ شريدٍ
يلتحفُ شكَّ الدّهشةِ
لونًا " سرياليّ " المجاز .

لا زمانَ لحيرةِ المكان
في نسيانك الأليم ...
و لاعنوانَ
لغربتِك الجريحة
في وطنِ اليتم .

جدلٌ ماطرٌ
مهولَ المعنى
يغازلُ وجعَ القلب ،
يعاندُ سهو اللّارجوع .

لاسمكَ
حضورٌ غامضٌ
تشتهيهِ ملوحةُ الغفلة .

ظلٌّ راقدٌ في الذّكرى
يشقُّ الآخرةَ
بقداسةِ الموتِ الأوّاب ..

سرابُ هباءٍ
في الطّريقِ إليك
تمامًا كحبِّ " الحلاج "
يسقي عطشَ الحزنِ
خلَّ صلصال ...

اعترافُك
نافذةُ ليلٍ
مشرَعةٌ على أنين البحر ؛
مطرُ يأسٍ
على جموحٍ مقفر .

لكَ رائحةُ الشّبقِ ،
غنائمُ التّاريخِ المُنهزم
و رائحةُ الطّفولة
المدرجةِ بالتّيه ..

لكَ الحرفُ المحترقُ
في كمين الاعتراف ...
شوارعُ اللّاشعور
التّي خانتها خطى الوجدان .

تمضي إلى التّجلّي
و كأنّكَ نصٌّ
باذخُ التّصوفِ ،
متأبّطًا فوضى الوداع .

                بقلمي 🖋: يحيى موطوال .

السبت، 13 يوليو 2019

مجلة شذا الحروف/ماذا يُضيرُك/فيصل جرادات


ماذا يُضيرُكِ

ماذا يُضِيرُكِ أنْ أحبَُكِ
رغم أنَّكِ تقطفينَ الوردَ
خارج سلَّتي
ماذا يُضيركِ أن تقوليها
وتنسيها
فسوف تظلُّ عندي
في شراييني وأوردتي
فأنا بدون حروفها
سأظلُّ مهزوماً
ولا أدري
بأي وسيلةٍ
أجتازُ بابَ الحِصنِ
كيف أقود
من عينيكِ معركتي
وكيف تحومُ
كلُّ ظباءِ وادينا
وأنت هناكَ
تبتعدين
عن أكنافِ مملكتي
ماذا يُضيرُكِ
أن تقوليها
فلا قلبي له أسنان قاتلةٌ
ولا صدري به أشواكُ
سيدتي
ولا دربي إلى عينيك
موصودٌ
ولا بابي له أقفال
أو شيء سوى شفتيك
لامسَ وردَهُ شَفَتي
فأنتِ الوجدُ والوِجدانُ
والعشقُ الذي ما زال
في حبَّاتِ مَسبَحتي
أحِبُّكِ مثل شمس الصبحِ
مثل نسائمٍ
تنساب في رئتي
لو تسمعين شكايتي
أو أن تري دمعي يسيل
على سطور حكايتي
لو تعرفين النارَ
كيف تَوقَّدت
في الصدرِ أياماً
تذوِّبُ مُهجتي
لو تسمعين تنهُّدي
وتألُّمي
أو كيف عِشقي
صار يكتمُ أنَّتي
ماذا يُضيرُكِ
أن تكون شفاهُ ثغركِ
من ورودِ حديقتي
ماذا يُضيرُكِ
أنَّ في عينيكِِ لي
هذا الشروقُ
وبعضُ عطرٍ
من نسائم جنَّتي
أو صار صدرُكِ
من بساتينِ الرُّبى
ويظل يرويها النَّدى
من دمعتي
ماذا يُضيركِ
أن تكوني حبيبتي
أو إن حَلُمتُ
بأنني
أستنشق العشقَ
الذي ينساب من شفتيكِ
في شفتي
ماذا يُضيرُكِ
أن تكوني النُّورَ يشرقُ
في مجاهلِ ظلمتي
ماذا يضيركِ
ربما بعض الحروف
تصير طيفاً
منكِ
قبَّل وجنَتِي

فيصل جرادات

مجلة شذا الحروف/نهر الأمنيات/مصطفى الحاج حسين



نهرُ الأمنيات ...

                   شعر : مصطفى الحاج حسين .

أحتمي بوجعي

كلَّما هاجمني بُعدكِ

وأستندُ على تعثُّري

كي لا يخطفني السُّقوطُ

عكَّازتي لهفتي اللاهثة

وأشواقي تجلدُ الدُّروبَ

تحثُّ خطايَ صوبَ احتراقي

لولا أيادي القهرِ تكمشني

لكنتُ طرتُ إليكِ

لولا أجنحتي المكتوفةُ بنبضِها

لولا قامتي المحشورةُ بالسَّدى

ولولا المدى المكبَّلُ بغصَّتي

كنتُ أهربُ من جنازتي

أختبئُ في ظلِّ السَّرابِ الرَّاعفِ

وأعودُ مكلَّلاً بدمعتي الخائرة

أحملُ إليكِ أُفُقاً

ترقصُ في ساحاتِهِ الغيومَ

وشمساً تضيءُ الليلَ

ونهراً من الابتسامِ المثمر

سأعَلِّمُ جدرَانَكِ البوحَ

وأدَرِّبُ آلامكِ على الطَّيرانِ

وأمنحُ شبابيكَكِ محارمَ الضَّوء

وأرشُّ على جدرانِكِ أسرابَ العصافير

وأخصِّصُ للفرحةِ مكاناً للإقامةِ

جوارَ الفراشاتِ الرَّاقصةِ

سيعودُ إليكِ وميضُ الانعتاقِ

ويهلِّلُ على جوانبِكِ

نهرُ الأمنياتِ العابقةِ بالسَّلامِ

مدينتي الطَّافحةُ بالدَّمِ

المرتاعةُ أحجارُها من شهقَةِ النَّزيفِ

آنَ للموتِ أنْ يلزَمَ حدَّهُ

آنَ للفجرِ أنْ يلوحَ

وتعودُ الحياةُ

لتتفتَّحَ أوراقُها على أبوابكِ

وتنصبُ النُّجومُ دبكتها

الهادرَةَ بالحبِّ

فوقَ قلعتِكِ العاشقة

ياحلب *
                           مصطفى الحاج حسين .
                                   إسطنبول

الثلاثاء، 9 يوليو 2019

مجلة شذا الحروف/أجثُمُ كالظباءِ/فيصل جرادات



أجثُمُ كالظِّباءِ

تردَّدَ في السُّفوحِ  صَدَى حِدائي
          فأزهرتِ   الغُصونُ   على غِنائي

وصارت   أحرُفي غيماتُ عشقٍ
          لِتَغْمُرَ    كلَّ  ما   تحتَ   السَّماءِ

وحين   كشفتِ   للإصباحِ وجهاً
          كوجهِ   البدرِ  أسفرَ  في المساءِ

رأيتُ    مَلِيْكَةًً    قُدَّامَ     عيني
          بوجهٍ   كالطُّفولةِ   في    الرُّواءِ

تغارُ   الشَّمسُ منها   حين  تبدو
          تزاحِمُها    على    نشرِ    الضِّياءِ

فمن   أقدامها   يخضَرُّ     دربي
          ومن   شريانها   افْتَرَّت   دمائي

ومن   أنفاسِها تصحو  السَّواقي
          ومن  ضَحِكاتِها  الجَذْلى دوائي

وبين   عُيونِها    قلبي    وحُبِّي
          وعند    الثَّغرِ    أجثو    كالظِّباءِ

وأُغْمًى  من  رحيقِ العِشقِ فيها
          كأنَّ    شِفاهَها    سمعت  ندائي

فأزهرَ   فيهما   الدَّحنون  شوقاً
          وأورقَ    منهما    شَغَفاً   ردائي

جمعتِ   مخاسناً   من كلِّ خُودٍ
          فصرتِ    لخافقي   كلَّ   النِّساءِ

كأنَّكِ     معبدٌ     وأنا      أُصلِّي
          وأَلهَجُ    عند  صدرِكِ     بالدعاءِ

حبيبةُ   مُهجتي   مهما     بعُدنا
          وخيَّمَ    بيننا    طولُ    التنائي

ستزهرُ   فيكِ  أنَّى  كنتِ أرضي
          ويبسِمُ    جدولٌ    لخريرِ    ماءِ

فيصل جرادات