السبت، 20 يوليو 2019

مجلة شذا الحروف/ساعات بلاعقارب/محمد علي الشعار



ساعاتٌ بلا عقارب

تأمّلْ بُروقِيْ في السماءِ فإنَّها
تلاقٍ لقُطْبي المشاعرِ نازفة
أنا أنتَ لو نالَ الفؤادُ جناحَه
ولكنّها من خفقةِ النارِ خائفة
كلانا لميراثِ الترائبِ ننتمي
وحواءُ من تُفّاحةِ الوهمِ قاطفة
ولوني على وجه المياهِ سبيكةٌ
بميزانِ من يهوى الحقيقةَ زائفة
سأكسرُ مِرآةً وأرمي شظيّةً
تقولُ لنجمٍ في السما : أنا آسفة
تحسّسْ مزاياكَ المُضيئةَ بالسنى
فصورتُك الأخرى وراءَكَ راجفة
تمنيتَ وَرْداً دونَ شوكٍ أمانيا
فسارت على شوكِ الأزاهرِ راعفة
تَتبَّعْتَ في البلورِ أنفاسَ غيمةٍ
وسالت من البُرءِ الطفوليِّ طائفة
تلظّت بأسفارِ المنافي حمامةٌ
وظلّت على جمرِ  الأضالعِ عاكفة
سيتخذُ الاسمنتُ منكَ دريئةً
وتُرديكَ يوماً طعنةُ اللحظِ خاطفة
وترقصُ فوقَ الجرحِ خيّالةَ الهوى
دماً وَهْيَ بالجرحِ المُعتَّقِ عارفة
وتكتبُ خضراءُ الدموعِ شجونَها
لِتَنبُتَ في موجِ التخاطُرِ وارفة
أُسيِّرُ  روحي بالصحارى قوافلاً 
إلى أنْ أرى نفسيْ بظلِّكَ واقفة
هوَ الحبُّ نهرٌ في الحياةِ نرومُه
وأنجمُنا فيه قواربُ جارفه .
نشرتُ ثمارَ الحرفِ فوقَ موائدي
و واوي على كلِّ الفواكهِ  عاطفة
لبَوْصلتي والريحَ ألفُ خصومةٍ
و وِجْهةُ خطوي في دروبِكَ هادفة
جزى كلَّ حرفٍ لا يخونُ ... شعاعَه
ولمّا جرى ضمنَ الشرايينِ ضاعفَه
تلقّى من الوحي المؤرّجِ نغمةً
وأهدى إلى قُرْطِ البنفسجِ هاتفَه
أُحلِّق مافوقَ السماءِ إلى المدى
وكِبْدي على أرضِ الأحبّةِ زاحفة
جمعتَ بماءِ الأزرقينِ قصيدةً
وتُرْبُكَ من حِبْرِ اليراعةِ راشفة
حَطَتَّ على نسجِ الحريرِ فراشةً
وأقلعْتَ من شوقِ انتظارِك عاصفة .

محمد علي الشعار

١٩-٧-٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق