السبت، 29 يونيو 2019

مجلة شذا الحروف/روحاً تدفق/فيصل جرادات




روحاً تَدَفَّقُ

نشرٌ من الطِّيبِ
أم عِطرُ البساتينِ
أم أنَّ روحاً
تَدَفَّقُ في شراييني
أنَّى التَفتَ
ترى زهرَ الحياةِ بها
نبعٌ من الحُبِّ
يلثُمُني ويَسقيني
إن كان حُلماً
سأبقى نائماً أبدأ
ما دامَ طيفُكِ
في الأحلامِ يأتيني
إنِّي اهيمُ بهذا الوجهِ
من زمنٍ
قبلَ الحروفِ
وآلاف القوانينِ
وقبلَ أن تُولدُ الأحزانُ
في مُهَجٍ
صوتٌ من العشقِ
اسمعُهُ
يناديني
هذي الينابيعُ
كالبِلَّلورِ صافيةٌ
وصوتُ همسٍ
وتغريدٍ وتلحينِ
أعدو على السَّفحِ
والأزهارُ تحملني
وفي حنايا أريجِ الحُبِّ
تلقيني
والماءُ سَمْحٌ
كريمٌ في ترقرقهِ
يجري ويجري
بملءِ السَّمعِ والعينِ
والجوُّ يصفو
وكان القطرُ يغسِلُه
حتى انجلى الصُّبحُ
ثمَّ أفاقَ ليموني
والغصنُ يهتَزُّ
والأوراقُ راقصةٌ
عرسٌ هي الأرضُ
في عَبَقِ الرَّياحينِ
لَكَمْ ودَدْتُ
بأن أبقى بها أبدأ
لكنَّ بعضَ أمورِ العيشِ
تُثنيني
أمضي وتمضي
زهورُ الرَّوضِ مسرعةٌ
وتَسْتَبِدُّ بِيَ الدُّنيا
لِتُنسيني.

فيصل جرادات
(بحر البسيط)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق