الثلاثاء، 19 فبراير 2019

و لو ثانية//فريد مرازقة

و لو ثانية... )
جُودِي بِوَصْلٍ وَ لَوْ فِي العُمْرِ ثَانِيَةً
فَاللَّيْلُ مَا طَاقَنِي وَ الشَّوْقُ جَبَارُ
يَزُورُنِي دَائِمًا كَالظِّلِّ يَتْبَعُنِي
صَمْتًا وَ إنْ حَلَّ لَيْلٌ هَبَّ إعْصَارُ
الحُبُّ قَدْ هَدَّنِي وَ البُعْدُ عَذَّبَنِي
وَ مَا دَرَى لَوْعَتِي حِبٌّ وَ لَا جَارُ
الكُلُّ نَامَ وَ غَطَّى الحُلْمُ مَضْجَعَهُ
إلَّايَ، جَاءَ يَعُودُ القَلْبَ تَذْكَارُ
أَرَاكِ مُخْتَالَةً وَ العَيْنُ مُثْقَلَةٌ
كَأَنَّهَا البَحْرُ وَ الأَمْوَاجُ أَشْفَارُ
إنْ شَافَهَا عَاشِقٌ يَغْرَقْ بِزَوْرَقِهِ
وَ البَحْرَ -مِنْ حُسْنِه-ِ مَا طَاقَ بَحَّارُ
الثَّغْرُ يَا وَيْلَتِي مَنْ قَدْ رَآهُ قَضَى
وَ الوَجْهُ مِنْ حُسْنِهِ الضِّرْغَامُ يَنْهَارُ
مَنْ قَالَ عَكْسَ مَقَالِي، اللَّهُ خَيَّبَهُ
لَا حُسْنَ فِي عَيْنِهِ وَ اللَّهِ ! نَكَّارُ
مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ الحُبَّ فَاتِنَتِي
مَوْتٌ وَ مَا عَلِمَ الأَسْلَافُ وَ احْتَارُوا
لَا دَامَ قَيْسٌ وَ لَا دَامَتْ خَلِيْلَتُهُ
وَ كَمْ عَشِيقٍ بَكَى ضَمَّتْهُ أَسْحَارُ
يَرْثِي وُرُودَ الهَوَى فَالغَيْثُ غَادَرَهَا
وَ الوَرْدُ يَذْبُلُ مَا جَافَتْهُ أَمْطَارُ
فَالحُبُّ فِي أَصْلِهِ سِرٌّ عَلَيهِ سَرَى
نَهْرٌ وَ مَنْ قَدْ تُرِيهِ السِّرَّ أَنْهَارُ
جُودِي بِعِشْقٍ وَ لَوْ مِنْ خَلْفِ أَخْيِلَةٍ
فَرَغْمَ بُعْدٍ حَبِيبُ القَلْبِ أَنْوَارُ
يُرَى بِعَينٍ عَدِيمُ الحِسِّ يَجْهَلُهَا
وَ لَيْسَ يُدْرِكُ مَعْنَى الحُبِّ غَدَّارُ
بَلْ يُبْصِرُ العِشْقَ مَنْ إحسَاسُهُ نَظَرٌ
وَ الحُبُّ فِي قَلْبِهِ وَرْدٌ وَ أَشْعَارُ
وَ لَيْسَ يُدْرِكُهُ إلَّا مُعَذَّبَهُ
مَنْ صَادَرَتْ قَلْبَهُ فِي العِشْقِ أَضْرَارُ
.
فريد مرازقة - 18 فيفري 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق