الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

مَــنْ يُــطْــفــئ مَــنْ ؟!//محمــد عبــد المعــز


مَــنْ يُــطْــفــئ مَــنْ ؟!
................ 
سنظلُ في دائرةٍ مُغلقة، نبدأُ من حيث انتهينا، وننتهي إلى حيث بدأنا...!
لأنها تـتَّــهِمُ الرجلَ بأنه أطفأ نورَها، وحَرَمَ نفسه منها ومنه...!
ولأنه يتَّـهِمُها بأنها، كغيرها، ناكرات للجميل، بل يكفرن العشير...!
لأنها ترى نفسَها، فوق كل مَنْ وما في هذا الكون، بما حباها الله به...!
ولأنه يرى نفسه سيدَ عصره وزمانه، بل في مكانةٍ لا توازي مكانَه...!
هل يَحْجِبُ ضوءَ الشمسِ مصباح؟!
رغم أن هناك رجالاً "أو بالأحرى ذكوراً" يفعلون ذلك... أليس هناك نساء يفعلنه؟!
النور ذكر واللمبة أنثى، وفي ذلك حكمة من الله، تؤكِّــدُ حاجةَ كل منهما للآخر... حاجة الكمال والاكتمال، بعيداً عن النقص والانتقاص...!
لها قدرها، وتقديرها، كحق، وله مكانه ومكانته، كواجِب.
لها كل الحب، كحق، وعليها كله كواجِب، بعيداً عن التراشُق اللفظي، والتعارُك النفسي، والاختلاف على السلطة.
................ 
ورحم الله محمود سامي البارودي:
فَيَا أَخَا الْعَذْلِ لا تَعْجَلْ بِلائِمَةٍ
عَلَيَّ فَالْحُبُّ سُلْطَانٌ لَهُ الغَلَبُ
لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَسْتَضيءُ بِهِ
فِي ظُلْمَةِ الشَّكِّ لَم تَعْلَقْ بِهِ النُّوَبُ
................ 
أما انطفاءُ وهَجِ روحِها، فلأنها لم تجعله روحَـها، بعدما أقنعها بأنها روحه، وستظلُ حتى تصعدَ روحُه إلى بارئها...!
لماذا لا يكون السؤال: مَــنْ يُنيــرُ مَــنْ، بدلاً من: مَــنْ يُـطفئ مَــنْ؟!
................ 
محمــد عبــد المعــز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق