الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

وقفتْ .//عيسى بلعلياء


وقفت(الجزء الثاني ) 
**** ****
وقفتْ ...
لستُ أذْكُرُ ...
أهيَ الّتِي وَقَفَتْ ...
كَمْ تُسَافرُ فِيكِ طُيُوري إلَى حَتْفِها
وتموت على صَدْرِكِ الكلماتْ
كم تدفّق فيكِ الهَوَى رَعَفاً
وتكسَّر مَوْجي 
على صخرةِ الامنياتْ 
وقفتْ ...
سقطتْ مدنٌ...
سقط الشجرُ 
سقطت في دمي كل أسئلة العشقِ
والجرح صار بلادا
والجرح صار مدادا
والجرح صار امتدادا
لكلِّ الزهورِ التي انتحرت
في لَظى شفتيكِ 
احتراقا بملح البحارِ 
ونار المطرْ .
*** ***
وقفت ...
ساحل البحر الأبيض المتوسط
يمتدُّ فيها ، يُحاصرها
وهي ترسمُ فوقَ الرمال خريطةَ أندلسٍ 
تُنشِئُ المدنَ
ترسل السفنَ
ترسل السفن الورقية في البحر ،
ترفع طيّارة لعنان السماء 
تقص ضفيرتها ،
وتوزعها بين كل الجيوش 
وتنتظر الراحلين الى الجنة العاليهْ
قَدِمَتْ موجةٌ ...
مسحت رسمها 
خثّرت دمها العربي:
ألا افْتحي الحَفل أيتها المدن الغافيه
إن للريح بالقلب تَنْهِيدَة ثانيهْ.
*** ***
وقفت ..
برق البصرُ 
خسف القمرُ 
جُمِع الشمسُ والقمرُ 
سقطت دمعةٌ
سقط المطرُ...
لَسْتُ أدْري عَلَامَ يُفَاجِئُكِ العِشقُ 
يا طفلةً عَلِقتْ 
خَلْفَ جَوَى النَّسَمِ الأنْدَلُسِيِّ 
خلف الحدودِ
أيها الوَجَعُ الْمُتَمَرِّدُ في مَوْسِمِ الْمَوْلِدِ الْكَرَزِيِّ
كَفَيْضٍ تَضِيقُ به مَلَكَاتُ السدودِ
أيها الوجع النائم المُتَخَثِّرُ
قبل انفجار الرعودِ
أيها الوجع الواقف المُتَجَبِّرُ 
رفقا بهذا الملاكِ الصغيرِ
ورِفْقاً بهَذي الخُدُودِ.
عيسى بلعلياء / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق