الاثنين، 25 ديسمبر 2017

عندما كان لي وطن //المختار الطويل

عندما كان لي وطن***

<< هدية متواضعة إلى كل من فقد وطنه >>


عندما كان لي وطن
هاهنا كنت ألعب بحبات الحصى
و أمشي على ترابه
عاري القدمين لا أخشى الحفا
فيسري دفؤه في قلبي
إلى حد الجوى
عندما كان لي وطن
ما لبست يوما معطفي
فشمس وطني
ترسل أشعتها في دمي
و ما حملت يوما مطريتي
فمطر و طني بطاقة لهويتي
عندما كان لي وطن
كانت بجانب بيتنا
زيتونة بها وكر يمامة
و فوق سطح بيتنا
قفص به حمامة
و ديك رومي يمشي بشهامة
عندما كان لي وطن
كان لي عصفور و قطة
و في بيت جدتي
دجاجة و بطة
و أكياس من القمح و الحنطة
عندما كان لي وطن
كانت طفولتي فرح و حبور
مع صبيان الحارة نمرح بكل سرور
بكرة بالية و كجة و خضروف يدور
عندما كان لي وطن
كان جارنا يتناول
قهوة الصباح في بيتنا
و تطبخ زوجته طعام أطفالها بزيتنا
و ترتق ثيابها بإبرتنا و خيطنا
عندما كان لي وطن
كان قلمي منحوتا من قطعة قصب
و حبر دواتي من رماد الخشب
و كل قصائدي يرددها العرب
عندما كان لي وطن كنت أحب أخي
و أقبل يد أمي و جبين أبي
و أعظّم معلمي و أخشى مؤدبي
****************
فتناحر الأشقاء و تخاصموا
ففتتوا الوطن و تقاسموا
و قتّلوا و شرّدوا و آلموا
فلم يعد لي وطن
فوطني القرطاس و القلم

بقلم المختار الطويل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق