الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

رائية أنا والشعر//د. ممدوح نظيم طملاي

(رائية أنا والشعر) 
من مجزوء الوافر
سَأَكْتُبُ في الهَوَى شِعْرَا*أقولُ الشِّعَرَ مُسْتَعِرَا
سَأَكْتُبُ أنَّنِي أهْوَى*فتاةً تشبهُ الفَجْرَا
أُناجِي قلبَها هَمْسَا*ترومُ الحبَّ مُسْتَتِرا
وتشبهُ في الهوَى ليلَى*وماضي العشقِ ماانْدَثَرَا
وأشبهُ في الهوَى قَيْسا*أناجي الليلَ والبَدْرا
وليلَى حِينَ أكتُبُها*يسيلُ الشوقُ مُنْهَمِرَا
أُحَاكِي الشِّعْرَ مَلْحَمَةً*يراعُ الحبِّ مَنْ سَطَرَا
وليلَى الحبِّ سَيِّدَتِي*وكانَ الحبُّ مَنْ أمَرَا
أنا والشِّعْرُ في ليلَى*كموجِ البحرِ إذْ هدرا
كماءِ الوردِ إذْ يَرْوِي*خميلَ الفلِّ فازْدَهَرَا
وماءُ الحبِّ أسكُبُهُ*فيُثْمِرُ في الهَوَى زَهْرا
وسِرُّ الحبِّ في شِعْرِي*وكانَ الشِّعْرُ لِي قَدَرَا
وقلمي حِينَ يكتبني*أقولُ الحبَّ مُسْتَطَرَا
وحَسْنا حِينَ تلهمني*أُناجِي البيضَ والسُمْرا
نَسَجْتُ الحبَّ في غَزَلٍ*عَفِيفَ النفسِ مُعُتَذِرَا
جمالُ الغِيدِ يجذبني*فيهفو القلبُ مُنْبَهِرا
عَفَافُ النفسِ يغلبني*فأكتبُ في الهَوَى حَذِرا
فَلَيْتَ الشعرَ ينصفني*وأبقَى شاعِرا أثَرَا
حُرُوفُ الحُبِّ أجمعُها*لأبني الحبَّ لي قَصْرَا
ويَبْقَى الشِّعْرُ عاصفتِي*إذَا ما الحبُّ قَدْ مَطَرَا
وبَرْقُ الحُسْنِ يعصفني*إذا ما الأمرُ قدْ خَطُرَا
وفِي الأمْوَاجِ مَرْكَبَتِي*فكانَ الشعرُ لي بَحْرَا
أَهاجَ الشوقُ أشعاري*فقلتُ الشِّعْرَ وانتَشَرَا
هديرُ الحبِّ أشواقِي*فكانَ الشعرُ بي مَطَرَا
مِدَاذُ الوجدِ أنغامي*وصارَ القلبُ لي وَتَرَا
قَصِيدي فيهِ ما فيهِ*ألسنا فى الهوَى بَشَرَا
إذا ما الشوقُ أضناني*أناجي الدمْعَ إذْ عَبَرَا
فكمْ في الدمعِ من وَجْدٍ*أَرَاحَ القلبَ فانْهَمَرَا
وفي الأحشاءِ أشْوَاقُ *يبوحُ الشعرُ إذْ جَهَرَا
وسُهْدُ الليلِ أحكيهِ*أنا في الحبِّ مَنْ خَبَرا
مِدَادُ الحبِّ في قلمي*وقلبي ثارَ إذْ شَعرا
فَقالَ الحبَّ إحْساسا*عتابا فيهِ مَنْ هَجَرَا
أنا في الشِّعْرِ إنسانٌ*أبيتُ الذلَّ والغَدْرَا
أنا والحبُّ في قلبي*كَسِّرٍ غابَ واسْتَتَرَا
كَقَيْسٍ ذابَ في ليلَى*فذاقَ الصدَّ فانْكَسَرَا
وأنْسَى الغدرَ أحيانا*فَأُسْقَى كأسَ مَنْ غَدَرا
يَعُودُ الشوقُ يغلبني*أكانَ الحبُّ لي عُذْرَا
وضَعْفِي في الهَوَى أنثَى*تراني مُنْتَهَى ذِكْرَى
حَيَائي حِينما أهْوَى*أُخَبِّي في الحشا سِرَّا
وأَخَشَى البوحَ في حُبِّي*أظلُّ العمرَ مُنْتَظِرَا
أبثُّ الشِّعْرَ ما أُخْفِي*ويهفو القلبُ ما صَبَرا
وَيُحْرِمُ في الهوَى حَرْفِي*كأنِّي كُنْتُ مُعْتَمِرَا
عُيُونٌ حِينَ أُبْصِرُهَا*كأنِّي إذْ أرَى حَوْرَا
ولَحْظٌ أخنسٌ يهفو*تسامَى في الفضا قمرا
وشَعْرٌ فيهِ جَوْهَرُهُ*تناثرَ في الهوا دُرُرَا
وقَدٌّ حِينَ أنظرُهُ*كَرِيمٍ في الفَلَا حَيْرَى
فَرَاحَ الشِّعْرُ يرصدُها*بليلِ الحُسْنِ إذْ أَسْرَى
فَحَجَّ الحُسْنُ في شِعْرِي*ومِعْرَاجُ الهَوَى أَغْرَى
يكادُ الشِّعْرُ يبكيني*دموعا في الهَوَا أُذْرَى
د. ممدوح نظيم طملاي 
في 25/ 12/ 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق