الاثنين، 25 ديسمبر 2017

الرخ والعنقاء//معروف صلاح أحمد

تابع بقية قصيدة 
الرخ والعنقاء 

بِالكَفَافِ وَالجَفَافِ وَالعَفَافِ وَالرَّحَمَاتِ


وَيَشُدُّنِي السَّيْلُ مِنْ عَلٍ لِزَهْرَةِ الوَهَدَاتِ

فَتَهْطِلُ الحُرُوفُ مِنْ دَمِي طَلَاسَمًا

كَرَخَّاتِ المُزْنِ بِالغَيْثِ مِنَ عَينِ

المُعْصَفَاتِ وَهُدْبِ المُعْصَرَاتِ

كَحَبَّاتِ قَمْحِ النَّدَى تَكوَّرَتْ مَكْنُونَاتِي

بِأَغْلِفَةِ السُّنْبُلَاتِ الكَئِيبَاتِ

أَسْتَنْشِقُ نَسْمَةَ الهَجِيرِ بِسَاخِنِ الدَّمْعَاتِ

أَنْفُثُ رُوحِكِ بِتَلَابِيبِ رُوحِي أُغْنَّيَةً

وَمَسْرَحِيَّةً وَنَشِيدًا وَأُمْنِيَّةً لِحَكَايَاتِي

إنَّ الشُّطُوطَ إِذَا وُطِئَتْ بِالمَرْكبَاتِ

كَانَ الجُودِىُّ مُحْتَرِقًا بِالدَّعَوَاتِ

وَصَارَ الحُوذِيُّ مُحْتَرِفًا بِالرَّوْعَات

إنَّ الجُذُورَ تُدْفَنُ فِي أَعْمَاقِ التُّرُبَاتِ

لِتُنِيرَ الشُّمُوعَ لِلأَغْصَانِ فِي المَسَاءَاتِ

وَإِذَا احْتَرَقَتْ لُؤْلُؤَاتُ الزِّينَاتِ

فَالخُوذَاتُ فِي رَأْسِ الشَّهِيدِ تُضِيىءُ

فِي المَجَرَاتِ

وَتَخْنُقُ فِي عَتْمَةِ الأَفْلَاكِ بِالمُحَالِ

شَمَاتَةُ المُسْتَحِيلَاتِ

وَإِذَا انْسَابَتْ مِنْ جُرحِي بِالوَجَلِ

النَّغَمَاتُ تِلْوَ النَّغَمَاتِ

أَسْتَصْرِخُ الشَّوْقَ شُرُوقًا يَئِنُّ

مِنْ غُرُوبِ النَّبِيذِ فِي خَمْرِسَكَرَاتِي

وَيَتَغَلعلُ فِي ذَهَبِ الصَّبَاحَاتِ

فِي سُفُوحٍ مِنْ الوَحْلِ مِنْ قِمَمِ الضَّبَابَاتِ

مِنْ أَسْرِجَةِ الخُيولِ تَنْفَكُّ حِكْمَةُ اللِجَامِ

مِنَ تَشَابُكِ الحَلَقَاتِ فِي الحَلَقَاتِ

بخَيَالِ رَاهِبٍ زَهِيدٍ مُبْدِعٍ رَشِيقٍ

يَزْدَادُ مِنَ فُتُوحِ الفُيُوضَاتِ

أَسْتَشْعِرُ الآنَ وَصْبًا فِي تَغَارِيدِكِ

قَاهِرَتِي وَغَالِيَتِي بِإِيَابِ أُمْسِيَّاتِ

وَوَمْضًا فَوْقَ أَصْقَاعِ أوْرَاقِ الشَّجَرَاتِ

وَوَرَقِي المُقَوَّى وَالمُفَضَّضُ وَالمَحْشوُّ

وَالمُلَوَّنُ وَالمُفْعَمُ بِالزَّهْرَاتِ

فِي أَقَانِيمِ أَطْرُوحَةِ الزَّمَنِ

بِأُرْجُوحَةِ المَدَى وَالوَسَنِ

وَحَبْحَبَاتِ الُلقَى بِالفَنَنِ

يَشْتَهِي وَجَعًا كَالزُّمُرُّدِ لِلعَقِيقِ

وَيَنْتَحِبُ وَجِلًا الفَيْرُوزُ لِليَاقُوتِ

وَالصُّرَاخُ الأُرْجُوَانِيُّ البَعِيدُ الشَّاتِي

وَالصَّوْتُ الأَجَشُّ الرُّمَادِيُّ بِهَمْسٍ

يَعْزِفُ لِلهَمْهَمَاتِ عَلَى أَوْتَارِ

دَهَالِيزِ أُسْطُورَاتِ

وَيَقْتُلُ الضَّجِيجَ بِالبَوْحِ فِي الخُلُودِ

بِزَمْزَمَةِ تَنْهِيدَاتِي

وَالصَمْتُ وَالسُّكُونُ مُقَيَّدَانِ بِالشَّطَحَاتِ

حَتَّى تَنَامُ سَوَاجِي العُيُونِ عَمْدًا وَغَمْدًا

فِي رَابَعَةِ المَيْدَانِ بِالتَّسْبِيلَاتِ

وَتَسْتَشْرِفُنِي جَنَاحَاتِي الحَمِيمَاتِ

وَكَأَنَّنِي وِجْدَانُ حَمَامَاتٍ بِيضٍ

فَأَسْتَشْرِقُ بِاللَمَحَاتِ وَالنَّظَرَاتِ

وَأَعْدُوعَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ بِالقَتِيلَاتِ

وَتَحُطُّ الفَرَاشَاتُ عَلَى ضَوْءِ النَّخَلَاتِ

وَتَسْتَعْذِبُ تَمْرَ قَلْبِي وَتَصِلُ الرُّوحَ

بِأَقَانِيمِ الذَّاتِ وَتَنْتَشِي بِظِلَالِ

السَّعَفِ وَعُرْجُونِ الجَرِيدَاتِ

وَتَكْتِبُ السَّطْرَ الذِي احْتَرَقَ

فِي قَصِيدَةِ الحَيَاةِ

فَلَا أَبِيعُ قَلْبِي للقَادِمِ الزَّاحِفِ

مِنْ نُبُوءةِ العَرَّافِ بِسَاحَةِ العبَراتِ

وَحُضُورِالغَيْبِ فِي القَصِيدَاتِ

وَلَا أَنْتَظِرُ الشَّارِيَ الآتِي

فَلَمْ يَعُدْ ذَلِكَ الحُبُّ الأَفْلَاطُونِيُّ

يُشْجِي أَسَاطِيرِي وَيَسْتَلْهِمُ تَعَاوِيذِي

حِينَ تَنْسُجِينَ الوَطَنَ بِإحْكَامٍ

شَالًا مِنْ حَرِيرِ الوَجَعِ وَالتَأَلُّقَاتِ.
................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس - القاهرة - مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق