السبت، 4 نوفمبر 2017

حبٌّ في اليمنى//محمد سعيد

* حبٌّ في اليمنى *

ليتَ الدَّهرَ يهتفُ بصوتِ طيفٍ 
في الأفقِ البعيدِ تراءى
لتستريحَ الآهُ من جسدي 
والشُّعورُ الدّامي 
من تقاويمِ عمري يتلاشى 
وألملمُ بعضَ نداءاتِهِ
من جوفِ اللَّيلِ
قصائدَ أملٍ
تزهو كالنَّدى على خدِّ الفجرِ 
وإن كنتُ 
أدلفُ في خطايَ الأولى
أواهٌ يا وجعي الوبيل 
وجراحًا من جروفِ البعدِ
في أعماقِ قلبي تتهاوى
قد أشعلَ غيابُكِ
نيرانًا في عيونِ الأصيل 
شظاياها في يمِّ هوانا تتداعى 
تزمجرُ أمواجُها بلهفةِ حنينٍ 
وبقايا أحلامِنا على شطآنِهِ 
تلتفظُ أنفاسَها 
أيا ساقي الخمرِ 
في جسدِ ليلي 
هاتِ لي قدحًا 
وأملأ القدحَ بسُلافِ الأزمنةِ 
عَلَّ وجهَ قمري فيه يتجلَّى
لأُسكرَ أحزاني وآلامي 
فقد غابَتْ عنِّي حبيبتي 
وأزفَ العيشُ من بعدِها
وبتُّ غارقًا 
في غياهبِ اللَّيالي 
أعيشُ حبًّا
في اليمنى حاضرٌ 
تعزفُهُ ناياتُ الذِّكرى 
بألحانٍ موشَّحةٍ ترسمُ اللُّقيا 
وقل لها يا ساقي الهوى
إن جَاءَت يومًا هنا
ما الحبُّ إلّا لحظةٌ نعيشُها
أنا وهي ....
وإن طالَ غيابُها 
سيبقى الحلمُ مزهرًا بنورِ طيفها 
وإن كانت مهجتي 
مضمّخةً بالأسى


*********
محمد سعيد
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق