الجمعة، 16 نوفمبر 2018

سُـــــهاد الجّـــــــمر//حيدر الزيدي

سُـــــهاد الجّـــــــمر
-----------------------
أمنحيني ظلك كي أغفو
ماتبقى من العمر ...
طائر وداع تسلق غصنك المخضّر
زنابق الرمشين ..ترّف كخيوط ضوء
فاستيقظ طفل البخور ..
أحصي زغاليل الحمام ..
وانحناءة الزّهرات للمطر ..
عبر نوافير الدمع ..تلاقينا
حجابين من تراب..
حمائم دونما ريش...
نستودع الملال .. وسائدنا
وتكاسف الغمّاء الطويل ..
يملأ حقائب السفر ...
وأمتطيت سهاد الجّمر ..وكثبانّ نسيان
ألم هشاشة الدّرب الذبيح
تظللني صفرة خرائب وسناّم حجر
وأنتِ على النبع طوائف القرنفل
مفتونة الخابور ..
نشرب بخوذة العّماء نخب الرّمل
ومسافات الانتظار تذيب الهديل
عُرّاء بحيرة صماء وحبنا يستعر ..
اصرُّ أكياس اليأس للناعور ..
تتركيني كالهندباء بين
أطلال المغيب .. مخالب الوباء
تنتف غناء عندليب ...وجلد نهر ...
قطوف ارامل .. متاريس رصاص
لهاة سائغة بحليب ثعبان
قداس مجوس . يدفن زهرة برية
تلدّ عذريتها ... على غل ثرّ....
شمس ضريرة.. تبغها الازقة...
خاصرتها صهد .. وثديها عسل تمساح
كاهنة الغابات
حصادها سرية ,,, بلابل
أذارها لهب ...ليلها همزات غجر
يارفيقتي حرش شفتيك اليابس
بادّل أنوثتك عطار بائس
أحبلي بزهرة ... مدماة
وأنجبي عجوز ... من زهر .
أمنحيني رحيق صوتك يتورد
في أخاديد الندم
تتعقبة نطّف العميان السود
ترجمه بحصى ضباب وقارورة ضّجر
وليكن شعرك المتناثر
على جدران الريح صمامات
من تكايا شبابي المركوم على
تخوم الوحشة والنواعير القــفر
وليكن أديم المنفى عكازي
أهش به على رجع الصدى
طفل مكفوف الزغاريد أتامل
درك موتي على قسمات غرامنا المحتضر
أترنح بين فجاج النّخل المفؤود
حبق ربى معلول الخطوات
تظللني غمامة الندامة على سياج عتمات
يهزّج بي دفّ الصمت
ويحطّ نسر الشيخوخة على أوداج النّحر
كانت أغنيات المرعى وقطار الطين
تزّف للصبح أزهار التفاح
ومنديل الصيف الابيض يحتجب
وراء براري الغيم وحداد العمر
أرتحلي خائفة الشريان
تشردي في سواد الليل الى ضريح الحسرات
أني كهل التوت أتحدب كضلع ربّابة
يذرف فيها الناعي زئبق الحداد
أعصر منديلي على لوحات الثكالى
لاسبيل لابراج الشمس ولاملامح معبر ..
__________
حيدر الزيدي
النجف الاشرف
اللوحة التشكلية.. للفنان العالمي الشهير العراقي البروفسور محمود صبري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق