الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

الكتاب الأبهر//محمد علي الشعار

الكتاب الأبهر
بعثتُ إليكَ مرّاتٍ كِتابا
أنرتُ بكُلِّ فاصلةٍ ثِقابا
إذا قابلتَه بالبدرِ وجهاً
قرأتَ بمُقلةِ النورِ الخِطابا
أُخمِّرُ خُصلةَ العُنقودِ دهراً
ويَجبي الصبرُ من خمري حُبابا
وخيرُ الزهرِ إنْ يُسألْ وِداداً
على ثغرِ الصباحِ ندىً أجابا
تعالَ إليَّ حرفاً فوقَ غصنٍ
لُأعلي في معانيك القِبابا
تعالَ إليَّ موجاً بعدَ أفْقٍ
فقد مخرت صواريكَ العُبابا
رأيتُ الشعرَ في شفتيك كأساً
وتمراً في أصابعِه مُذابا
وما بينَ الحروفِ ضلوعُ أُنثى
وقلبٌ لا يُبارِحُها عَذابا
يَفسِّرُ جمرّهُ الوهّاجَ برْداً
وكم صَبٍ بمعجمِه أصابا !
قضى في الريحِ أورادَ التفاني
ولم يأخذْ لجُنحَيْه نِصابا
تقبَّلَ كِسرةَ الأحلامِ ريشاً
فطابَت في مرابعِه وطابا
على كفَّيه يُثني الليلَ وُسْدا
ويفرِشُ رِمشَه الصاحي غِيابا
ثُرياتٍ يُعلقُها جراحاً
بكرْمٍ ثُمَّ يَقطفُها عِذابا
يمُرَّ الشِعرُ في روحي سفيناً
وفوقَ شراعيَ الظامي سرابا
قوافٍ لا تُجاملُني بتاتاً
وتَحرِقُ في هوامشِها اليبابا
وتُهرِمُني بمِحراثِ الليالي
تُعريني وأكسوها شبابا
ولست كمن رأى في الوردِ شوكاً
فأعرضِ عن ملامسهِ وتابا
تجمَّعتِ النقائضُ فيَّ دوماً
وأبقى في نظائِِرها مُهابا
فحرُّ الشوقِ بخَّرني هُياماً
ودربُ الثلحِ مدَّدني ضَبابا
أُوزِّعُ دمعيَ المسكوبَ حلوى
وتشربُ شمسيَ العطشى السحابا
أجَلْتُ اليومَ مرآتي بليلي
وسِلتُ على خواطرِها شِهابا .
محمد علي الشعار
22-11-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق