الخميس، 29 نوفمبر 2018

الموءودون// أحمد المقراني

الموءودون
مريض الهوس
مريض الهوس يقـــلقه °°°سؤال الشعب ومطـــلبه
دم الأطــــفال يهــــرقه°°° وســـم الغــاز يمـــزجه
°°°°°°°°°°
والأم تحضـــن من بفقــــدان طيفه الأسـى ورثت
أنّت وولولت والدمــع على جثـــة فقيدها ســكبت
صاحت بلوعتها وثدييها بفرط نكبتــــها له رفعت 
لم تترك مأثــــرة من عنايتها إلا لطيـفه ذكــــرت
لم تلهها عن مصيبتـــــــــها الدار التي سقـــــطت
ولا المتاع الذي ضاع ويـــــــــد البلى له نهــــبت
وتحت الهــدم ابنتها صاحت لنجدتــــــها وبــــكت
النقع سربلها والدماء به على قوامـــــــها اختـلطت
وأفضع وأد من أبوه قضى أو أمه بالــغدر قد قتلت
فاليتم وأد للعناية والنهى إذا الـــــبراءة بــه نــكبت
اليتم بلوى لا قبل بها غـض القلوب بهولهـا كسرت
الموت و اليتيم لا فرق بينهما إذا إحـــداهما كتــبت 
°°°°°°°°°
مريض الهوس مطمعه°°°قتــــــل الأطفال يسـعفه
مدّ الأحــــرار سيـوقفه°°° حمــــاس الشعب يطفئه
°°°°°°°°°
وإذا الضحية سئـــــلت بأي ذنب يتــــــمت وقتلت
وإذا الشعوب في الـــــنهاية من طغــــاتها انتقمت

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى : وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت.تشكل الآية الكريمة تهديدا مبطنا لكل من تجرأ على البراءة بالقتل لمرض استحكم في نفوس غلاة الجاهلية ومن الآثار وما وصل إلينا من أخبار أن أهم أسباب الوأد هو الفقر والحاجة وأغلب أسباب وأد البنات الذي كان شائعا هو مخافة العار .قال شاعرهم بعد أن وأد ابنته ليبرر فعلته القبيحة :
وأدت بنيتي والدرة عندي°°°دفنت بنيتي في قـــعر لحد
وما ذاك ببغـــــض مـني °°°ولكن مخافة الإذلال بعــدي
فربتما تـــــــزوجها لئيم °°°فيلعن والـــدي ويسب جدي
ومع ما فعل فقد حكى بحرقة أن البنية وهو يهيل عليها التراب والعرق يتصبب من جبينه والغبار ينعقد عليه ،مدت يدها الصغيرة ومسحت التراب والعرق عن جبينه.
قد نجد لهؤلاء عذرا لكونهم يعيشون في ظلمات الجاهلية والتطرف والخرافات، التي تدفع لفعل المنكرات والوقوع في الموبقات.
إنما المستغرب والمستهجن والمستنكر والمتسم بالهمجية،والمغرق في الوحشية، أن يقوم ولاة الأمور في عصرنا بالوأد الجماعي للأطفال إناثا وذكورا، مستعملين آخر ما تفتق عليه عقل المخترع المجرم من وسائل الإبادة والسموم، تفاجئهم في مساكنهم، وفي طريقهم، وفي مدارسهم فتحصد براءتهم ، وتطيح بهنائهم واستقرارهم. وقد يصبح هؤلاء البرآء في دائرة اليتم والضياع.كل يوم أخبار تورث الهم والغم، والإنسانية لا من سمع ولا من علم. وإن كان لعرب الجاهلية فضل فهو الأسى والأسف على أفعالهم ،التي لا تطال إلا واحدة أو واحد. طغاتنا يقتلون ويعوقون ويشردون المئات ونفوسهم الميتة لا حسا ولا خبرا.قال تعالى يخاطبهم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24 ). صدق الله العظيم من سورة محمد .فهل نسي هؤلاء أن الأطفال سيسألون عمن فعل بهم الأفاعيل وعن الذنب الذي أوصلهم إلى التهلكة والآيات صريحة في ذلك لمن كان له قلب؟.

 أحمد المقراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق