الاثنين، 4 سبتمبر 2017

َََََ منابع الليل ََََََ//محمود الحسينى

َََََ منابع الليل ََََََ
________________
الرجل الذى زارنى بالأمس
والذى يزورنى كل يوم!
الرجل الذى تدوم مصاحبته
كظلى!
أخر مرة
عندما وضع أصابعه الباردة
على صفحة وجهى
شعرت كأن برقا
ضرب سنى المريض!
الرجل الوارف كشجرة
مليئة بالثمار السوداء!
حين يزورنى
أتحسس أوصال مدينتى
تتفكك!
وأنه ليس أمامى سوى الفرار
غير أن شدة تعلقه بى
تجعلنى أبدو وكأنى 
ألاحقه!
الرجل الذى أغلق
كل منافذ معرفتى
وجعل صوتى يمشى حافيا
على أشواك الذاكرة!
الرجل الذى غفى أمامى
فدببت على أخاديد وجهه
مرهقا
علىّ أصل لمنابع الليل
التى تسيل 
فتغرق شمس أيامى!
لكنه فجأة فتح جفنيه
كمن يفتح حجرتين
فى الطابق الخمسين
تحت الأرض!
وسألنى كالواثق من سطوة قبضته:
ألا تعرفنى؟
تمتمت:لا ياسيدى
أردف:
أنا صديقك الدائم منذ طفولتك!
أنا حزنك الوارف!
وضعت يدى على قلبى 
ونهضت
كى أعد فنجانىّ قهوة
لى ولحميمى الموشوم على صفحة العمر!!!
بقلمى/ محمود الحسينى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق