الثلاثاء، 29 مايو 2018

بشر بن عوانة العبدي....جواهرالماس سبائــــــــــــك النضار////أحمد المقراني

بشر بن عوانة العبدي
جواهرالماس سبائــــــــــــك النضار°°°صفو الكـــــــــلام طرائف الأشعار
ليس من الحـــــــــكمة الحكم مسبقا °°° اجــــعل دلائلك نتــاج الاختــــــبار
ترى الشخص مهذارا تظــــن بأنه°°°كفيل بخــــــــــــوض نوازل الأخطار
ويخيــــــــب ظنك لما ذاك تبــتلي°°°ذاك الحســـــــيس من ذلك الصرصار
وترى المهادن والخلوق فتـــــجزم°°°إن الهــــــــدوء طبــــــــــائع الإدبار
ولو يقدر أن تشــــــــهد تجاربـهم°°°سترى الحقائق تعـــــــــــــج بالأسرار
لا تأمـــن النهر الذي يبـدوا ساكتا°°° ولك الســـــــــلام في غيره الهرهــار
فالأول امتلأ تمــــــــاسك مــاؤه°°°وأما الأخير فالصـــــوت في الأحـجار

وخلاصة القول أن الحكم على الشخص أو الجماعة لا يصح أن يعتمد على المظاهر والتصرفات والألقاب . بل على المعاناة والتمحيص والاختبار في المواقف التي تبين وتفرز الغث من السمين، والمعدن النقي من المزيف وهو ما سأقدمه في قالب مثال من تراثنا الأدبي والاجتماعي يروى في شكل قصة.

بشر بن عوانة العبدي ، يقال أنه أحد الصعاليك العرب، وهو حكم مسبق أصدره من هم محتكون بظاهره ولم يختبروا باطنه،ولعل في كلمات جبران خليل جبران تعبير عن حالة بشر حيث قال : ( ألا ليست الوقاحة المبهرجة بشجاعة ولا الخجل الصامت بجبانة ) بذلك ظن البعض أن بشرا لا يعتمد عليه. اختلفت الروايات حول قصة بشر وتعقيد وتعسير أحداثها، حتى أن بعض الروايات شككت في وجوده أصلا، واعتبرت أن الأثر الأدبي مختلق ومولد من الحكايات الشعبية التي تروى للتفكه. وفي هذه النفحة سأعتمد أحداث القصة التي أراها مقبولة ومعقولة. بشر الفقير المحكوم عليه ظلما بعدم الأهلية للقوامة، ولما كان في داخله واثقا من نفسه،مسفها الأحكام التي أصدرها في حقه نفر من محيطه،بشر طلب ابنة عمه فاطمة فاشترط عليه عمه أن يأتيه برأس الأسد الذي اتخذ من الغابة القريبة من مضارب القوم عرينا،وظل يهدد كل من يمر بتلك المفازة المخوفة،وكان الهدف إما أن يهلك بشرا ويتخلص من تبعات رفضه،أو ينجز المهمة وبذلك يشرّف عمه ، ويكون أهلا لمصاهرته ، ويسكت الأفواه المتشدقة ويصحح الأحكام الصادرة إذا كانت جائرة وغير مؤسسة. وقبل بشر وانتظر الجميع انكشاف الغبار عن المغامرة.
أصيب القوم بالذهول لما أقبل بشر ملطخا بالدماء وهو يحمل رأس الأسد بيمينه حيث تبدو عليه أخر تكشيرة أفترت عن أنياب تخالها الخناجر وسيفه مشهرا بيساره.كان مزهوا وهو يشاهد مستقبليه، قائلا في سره هذا هو بشر الذي كنتم تشككون في أهليته ورباطة جأشه و بذلك وضع بشر عمه أمام الأمر الواقع ،لكن العم وبحكمته التي أثبت بها أنه فعلا صاحب عقل وفكر،رغم أن البعض اعتبر المطلب التالي تعسيرا، إلا أنه أراد أن يبين للجميع أن بشرا إضافة إلى مهارته في استعمال السيف لابد أيضا ان تكون له مهارة في القريض واستعمال القلم بذكاء وحكمة، وهو مقياس الفطنة والفحولة والفصاحة عند العرب .طلب العم من بشر كشرط ثان أن يلقي قصيدة يحكي فيها أحداث اللقاء مع الأسد
وكانت قصيدة بشر بن عوانة العبدي التي أبدع فيها الوصف وقوة اللغة وسداد الفكرة والتعبير عنها: وهذه قصيدة بشر التي أتمت المهر وجعلته جديرا بفاطمة. أحمد المقراني

أفاطم لو شهدت ببطن خـبت وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا
إذن لـرأيـت ليـثا أم ليثـا هزبـرا أغلبـا لاقــــــــــى هزبرا
تبهنس إذ تقاعس عنه مهري محاذرة فقلت عقـرت مهرا
أنل قدمي ظهر الأرض إني رأيت الأرض أثبت منك ظهرا
وقلت له وقد أبـدى نصـــــــــالاً محـددة ووجهـا مكـفـهرا
يـدل بمخلـب وبحـد ناب وباللحـــــظات تحسبهن جمــرا
ففـيم تروم مثـلى أن يولى ويجعل في يديك النفس قسرا
وقلبي مثل قلبك ليس يخشى مصاولة فكيف يخاف ذعـرا
وأنت تروم للأشبال قـوتـاً وأطلب لابنـة الأعمـــام مهرا
نصحتك فالتمس يا ليث غيري طعامـاً إن لحمي كان مـرا
فلمــا ظن أن الغش نصحي وخالفنـي كأني قلـــــت هجرا
مشى ومشيت من أسدين راما مرامـاً كان إذ طلباه وعـرا
هززت له الحسام فخلت أنـي سللت به لـدى الظلماء فجرا
وأطلقـت المهـند من يميني فقـد لـه من الأضلاع عشرا
فخر مجنـدلاً بــدم كأني هدمــــت بـه بنــاء مشمــــخرا
وقلت لـه يعـز علي أنـي قـتلت مناســـبي جلـداً وفخرا
ولكـن رمت شيئاً لـم يرمه سواك فلـم أطق يا ليث صبرا
تحاول أن تعلمني فــراراً لعـمر أبيـك قــد حاولت نكرا
فلا تجزع فقـد لاقـيت حراً يحاذر أن يعـاب فمـتّ حرا
°°°°°°°°°°°°°
فاعتبروا يا أولي الأبصار

.تقديم أحمد المقراني
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص يقفون‏‏ و‏نص‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق