الثلاثاء، 20 مارس 2018

عيد الأُم //زكيَة أبو شاويش

عيد الأُم _________البحر : البسيط
يا تاركاً لحبيبٍ شاقَهُ سَفَرُ___ إنَّ المودَّةَ في بعدٍ قضت نُطَفا
كلُّ العراقلِ تبدو من تجاهُلِنا___ خيرَالبِقاعِ وللأسفارِ من صُرِفا
من عِلَّةٍ تركَ المهمومُ ساقيةً ___ لا ما تَجِفُّ إذا ما ساعدٌ .. تَلِفا
صادت بلابِلُهُ يوم النَوى فطِنَاً___حتَى انتهى رَهَبٌ من صدرِهِ وهَفَا
تلكَ البلادُ بخلقِ اللهِ عامِرةٌ ___ ذاكَ التَزاوجُ من كُلِ الدُنى غَرِفا
...............
فالرُوحُ تألَفُ مِثْلاً جَلَّ بارؤها___ ذاكَ الحنانُ لِخلاَّنٍ ... ومن رشَفا
كالطَّيرِ مالَ بأغصانٍ لها شَغَفٌ___ أُنثاه قد بَعُدت والحُبُّ ما َضَعُفَا
تَقَارَبَ الخِلُ من أفكارِ صاحِبِةٍ___ حتَّى بدا جمعُ ما ضَمَ الهوى كَلِفا
هي الخلالُ وذا من بعضِها وقَفا___ليحضُنَ الصَّنوَ لا من راغِبٍ وجَفا
ألا ترونَ ثيابَ العُجبِ زاهيةً ___على الجميلِ وذاكَ الحِبُّ ما انعطَفا
..............
لا لابتعادٍ عن الخلِاَّنِ أو وطنٍ ___ إذ كُلُ وجدٍ لنا في بُعدِهم عَصَفا
لا يخصُبُ الزَرعُ إلاَّ في منابِتِهِ___ فاحرص على وطنٍ يعلو بمن قطَفا
والعلمُ يرفَعُ هاماتٍ لمن حَصَدوا___من غُربةٍ كُلَ خيرٍ زادَهم شرفا
لا مُستقرٌّ كأغرابٍ فذا طمَعٌ ___ يحثو الكريمُ بِحُبٍّ للَّذي عَزَفا
إذ غُربةٌ مَنحَت ما اللهُ قدَّرَهُ ___ فاقنع برزقِكَ لا يُشقيكَ من هَرَفا
..............
والخيرُ كالرِّزقِ لا يفنى ونطلُبُهُ___ ما قدَّرَ اللهُ لم يأخُذْهُ من خَطَفا
لا تنسَ مِنْ زمَنٍ خيراً بلا نَصبٍ___والآنَ من تعبٍ تركٌ لمن رَجَفَا
أينَ الوفاءُ لمن قد أرضَعت وَبَنَت___ جيلاً ، وذاكَ لفصلٍ دربُهُ لصَفا
أبناءُ من تركوا آباءهم ومضوا___ يومَ الحصادِ ، وذا من حقِّهم خَسَفا
ساروا على دربِهم في التَّركِ لاعَجَباً___كانت نهايتهم في ملجأٍ تَرَفا
...............
أعيادُنا كَثُرَت من جفوةٍ حصلت___ما بينَ ماضٍ مضى والحب قد نَزَفا
اليومُ عيدٌ لأُمٍّ ... ما لها أحدٌ ___ في العامِ يعرفها ، والهجرُ قد دَلَفا
ذاكَ المُجافي يرى في العيدِ راحتَهُ___ووصلُ أُمٍّ لها حقٌّ ... وما ألِفا
إذ كانَ في عَمَلٍ لا يرتضي بدلاً___ والأُمُّ مكفولةٌ في ملجأٍ وكفى
هذي خصالٌ لمن لم يمتلكْ خُلُقاً___ يُجِلُّ حقّاً لآباءٍ ... وقد وُصِفا
.................
والبرُّ في رَحِمٍ يجني محبَّتَهم___ واللهُ يُكرِمُ من للأهلِ ... قد نَصَفا
صلَّى الإلهُ على من كانَ في عَرَبٍ___مثلَ السَّحابةِ معطٍ لايرى سَرَفا
ذاكَ الوفاءُ من الهادى وشيمتُهُ ___ تحقيقُ أمنٍ وحُبٍّ قد طوى أسَفا
إنَّا نُصَلِّي كما صلَّى الإلهُ على ___خيرِالورى ، بِدعاً في عهدِهِ جَرَفا
أعدادَ من لَزِموا في شرعهِ سُنناً___ ومن على بِدَعٍ قد باتَ مُعتَكِفا
.................
الخميس 27 جمادى الآخرة 1439 ه
15 مارس 2018 م
زكيَة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق