الأربعاء، 17 يناير 2018

بينَ الفقر والإبداع//عبد العزيز بشارات/أبو بكر

-------------------- بينَ الفقر والإبداع ---------------------
أخي إنَّني ما عرفتُ التّجَنِّي .........ولا طاب عَيشي ببُعدِك عنّي
فقيرٌ أنا أن سَألتَ جُيوبي .....................ولكنّ مثلي أُقَدِّرُ فنّي
أصارعُ حظّي بهذي الحياةِ..............وقد قلَبَت ليَ ظهرَ المِجنّ
تمنّيتُ أن أسبِقَ السائرينَ...............أشُدُّ الخُطي هارباً بالتمنّي
كأني بها مثل غولٍ بدَت ...............وأنيابُها بـينَ عيني وجفني
وما الفقرُ عيبٌ ولكنّه ..................قرينُ الشقاء وللحزنِ يُدْني
أغازلُ فقري إذا ما انزوَيتُ .............وحيداً بهمّي ألازمُ رُكني
أُحارُ و فكري بلَحن الخلود ...........وأذكر خِلّي وقد ضاع منّي
وأنظُر حوليَ للصَّاعدين ................وآهاتُ جَوفي تُجاوبُ أنّي
مَددتُ يدي نحوَ خلّي الوفيّ .......... فعاتبَ روحي وقارعَ سنّي
رسمتُ على حائط الذكريات .........حروفاً تُخلّد أسرِي وسِجني
وسجّلتُها كي تكونَ الحياةً ................تخلّد أيّامَ ضيقي وحُزني
وقلتُ وقد راح مني الكلامُ.........أيا لائمي في الهوى كُفّ عنّي
فهل يَقلبُ الحقَّ غير الغنيّ ........وهل يهتِكُ الشِّعرَ غير المُغنّي
أراهم يتيهون بين الجُموع ...........أراهم كما في الخيال بِعيني
يدوسون عَمداً على كلّ حُرٍّ ...........يرونَ الفقيرَ كصوصٍ بقُنِّ
نسوا لَحظةً أنّهم من ترابٍ .............وأن التفاضُلَ ليس التمنّي
فما الفضلُ بالمال أو في الثياب .......ولكنْ بما قد جنيتَ وتَجني
سترحلُ يوماً ولو عشتَ دهراً ........وتترُكُ خلفّكَ ما كُنتَ تبني
أراك تفاخر فيما أكتسبتَ ............من المال أو من متاع التدّنّي
وتزعمُ أنك جُرْمٌ كبيرٌ ...................وأنّك بالمال تُعلي وتُدني
تفاخرُ بالمال بين الأنام ...............وتَشمَخُ بالجاه لو كان يُغني
نبيُّ الهدى كان عبداً فقيراً ...........ولكن له في الورى كلُّ شأن
إذا كان تفضيلُنا للغَنيّ ...................نفاقاً له فهو عينُ التجنّي
وإن كان تفضيلُنا لنَنالَ .....................متاعاً به فهو مَنٌّ بمنِّ
فحاذر أخي من نفاق له ............وحاذر مِراءكَ والظَّهرُ تَحني
أرى الفقرَ مثلَ الغِنى نِعمةً ............وكلتاهما يا أخي ليس مِنّي
**************************************************
عبد العزيز بشارات/أبو بكر /فلسطين
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق