الجمعة، 25 أكتوبر 2019

مجلة شذا الحروف /اللبن الرائب/محمد علي الشعار



اللبنُ الرائب
إلى روح أبي صلاح الشعار

لِظلِّكَ والكرْمِ الحريريِّ لاهِبُ
ومن بينِ أوراقِ الخميلةِ سارِبُ
وحلْمٌ خَضاريُّّ الوِسادِ مُطرَّزٌ
بنجْماتِ ليلٍ ساحرٍ ... مُتَواكِبُ
ودُنيا بما ساحتْ وراءَ حدودِها
يضيقُ بها شوطٌ ومرمى ولاعبُ
ودربٍ أُسَوّيه برصْفِ مَدامعي
أنا ذاهِبٌ فيهِ أنا فيهِ آِيبُ
ويا موتُ أياً كانَ رحْلُ زمانِنا
فإني عليكَ الدهرَ لاشكَّ عاتِبُ
سرقتَ فؤادي والحياةُ بهيَّةٌ
وللدَّمِ من عِرْقِ الأصالةِ وَاهِبُ
سأركبُ خيلاً بالرياحِ مُجنّحاً
لأبقى على أُفْقٍ توارى أُقارِبُ
وأصهلَ بالحرفينِ مااتَّسعَ المدى
ويقطعَ هُوَّاتِ المنيةِ واثِبُ
وأبسُطَ بحراً في الجفونِ إلى الهوى
أنا تحتَهُ موجٌ وقلبُكَ قارِبُ
أبي حاجبٌ والشمسُ أعلى رُواقِهِ
وخلفَ خُطاهُ والهوى أنا حاجِبُ
وأرْضعتَني عهدَ الوفاءِ أصابعاً
فصافحني دهري لإنك صائبُ
شربتُ بكأسٍ يكسِرُ الحلوُ مُرَهُ
شرابُكَ رَيّانٌ ونبعُكَ رائِبُ
شكوتُ إلى الثلجِ الحنونِ صَبابتي
وإني على كفَّيكَ يا روحُ ذائبُ
هي البيدُ أنظارٌ تُرقرِقُ وهمَها
وطينٌ على مَرِّ الخليقةِ لازِبُ
أنا وجهُكَ المائيُّ من بعدِ حُرقةٍ
وليلٌ بدمْعاتِ الأهلّةِ ناصِبُ
وقنديلُ وجْدٍ في المساءِ تَرودُه
همى فوقَه ليلٌ سميرٌ وراهِبُ
أتيتُكَ اِبناً كانَ ظهرُكَ ظهرَهُ
تحدّى بكَ الكونينِ وهْو مُشاغِبُ
وللآنَ ما زالت يداك من الثرى
تكافُِئني حيناً وحيناً تعاقبُ
وها أنا بعدَ الوهْنِ محضُ حكايةٍ
يسيرُ على زهرِ المشيبةِ شايبُ
يُفرّغُ كالبرقِ البهيِّ شجونَه
ويمطرُ بالغيمِ المُلبَّدِ شاحبُ
خبا جانبٌ بالروحِ من فقدِ خافقٍ
وشعشعَ في جسمِ القصيدةِ جانبُ
تُسافرُ ما فوقُ الدخانِ رغائبُ
ويرشحُ بالجمْرِ المُخضَّبِ ناضبُ .

محمد علي الشعار
٢٢-١٠-٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق