السبت، 5 أكتوبر 2019

مجلة شذا الحروف/العشقُ فيكِ تجسدا/فيصل جرادات



العشقُ فيكِ تَجَسَّدا

هَتَفَ الصَّباحُ
على الجُفونِ وأنشدا
ورأيتُ ثغرك
كاليمامةِ غرَّدا
ما دام صوتُكِ في الخميلةِ
مفعماً
سيظلُّ طَلٌ في الحدائقِ
أو ندى
حتى إذا ما أمْرَعَتْ
زخَّانُها
تلك الغيومُ
وجدتُ قلبِيَ أرعَدا
وغدوتُ سيلاً
إنَّه حبي أنا
قد فاضَ
حتى البحر منه تنهدا
إن غبتُ عنكِ
ولو قليلاً
فاعذري
فالبدرُ مهما غاب
عاد مجددا
وأطلَّ من عينيكِ
نور ضيائهِ
وارتاح في كفَّيكِ
موصول النِّدا
إن غابَ صوتُكِ
سوف أنصِتُ دائماً
فلعلُّهُ بين السُّفوحِ
له صدى
أنَّى مشيتِ
ففي خُطاكِ براعمٌ
وعلى ذراعِكِ قد غفا
وتوسَّدا
للحٌبِّ أزهارٌ
يرِفُّ فَراشُها
فوق الجُفونِ
فكان وجهُكِ موعدا
يفنى الزَّمانُ
وليس يفنى عِطْرُها
فهُوَ الَّذي قبل الزَّمانِ
تِوَلَّدا
أنتِ الَّتي
جعلت فؤادِيَ عاشقاً
وجعلت قلبي
في صلاتِكِ مسجدا
ورعيتِ أزهاري
وقد أهملتُها
أرأيتِ كيف الحبُّ
يبقى سرمدا
حتى ولو في البعدِ
تنبض مهجتي
عشقاً
وأنتِ العشقُ
فيكِ تجسَّدا

فيصل جرادات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق