الخميس، 29 أغسطس 2019

مجلة شذا الحروف/الناي الضوئي/محمد علي الشعار



النايُ الضوئي

يقولونَ : القوافي قَيدُ معنىً
تُكبِّلُ شاعرَ الأفقِ المنيرِ
فقلتُ  : أليسَ نهدُ الغيدِ بضّاً
له حمّالةُ الوردِ الغريرِ ؟!
توالفَ عندَها حُرٌّ وعبدٌ
إذا انسكبَ الحريرُ على الحريرِ
توقّى خَطْرةَ المنظورِ عفواً
وجرحَ الوُسْدِ في حُلْمِ الضريرِ
تناوبَ حِسُّنا ماءً وناراً
وشعَّ هوىً على شفةِ العبيرِ
تجلّى حَبسُ عُنقودِ الدوالي
بما رشحتْ أساريرُ الخميرِ
ولولا القطعُ بأساً في حديدٍ
لظُنَّ البأسُ في الخشبِ الكسيرِ
أُجدِّدُ لمعةَ الدينارِ صرْفاً
تثاءبَ فوقَهُ صدأُ الفقيرِ
لهذا الغيمِ فوقَ النهرِ غِمدٌ
يضمُّ البرقَ في غدقِ النميرِ
لكُلِّ مدىً وراءَ مدىً تَوارٍ
أضاءَ حدودَها نجمُ السميرِ
وبعضُ الحرفِ ألغامٌ وصعقٌ
تُفَكِّكُهُ فقطْ أيدي الخبيرِ
سكبتُ الأبجديّاتِ الغوالي
بصاعٍ مرمريِّ اللونِ ميري
أُقارِبُ ما نأى عني بعيداً
وأبدأُ بعدَ آخرهِ مَسيري
تهادتْ نسْمتينِ معاً بروحي
تقابلتا على عبقِ الغديرِ
أضاءَ بنايهِ الضوئيِّ دُنيا
بهتّانٍ ربيعيٍّ دَريرِ
لسَجّادِ النجومِ ضيوفُ ليلٍ
سأفرِشُها غداً فوقَ الحصيرِ
تماهى الخيطُ قافيةً وأنثى
يُطرِّزُها القصيدُ على السريرِ .

محمد علي الشعار

٢٨-٨-٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق