الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

مجلة شذا الحروف/رحيل/بكري دباس



رحيل

عَلِمتُ رَحيلي عَنكِ سَوفَ يَطولُ
وَشَوقي أبى عَمَّنْ هَجَرتُ يَزولُ

فَوَاللهِ ما فَرَّطْتُ فيكِ بِخاطِري
فَلَيسَ لِمِثلي العَيشُ وَهوَ ذَليلُ

رَحَلتُ عَنِ الأوطانِ بَعدَ مَواجِعٍ 
فَحاشى لِقَلبي عَنْ ثَراهُ يَميلُ

أبيتُ وأطيافُ الأحِبَّة في الدُّجى
تُلاحِقُني شَوقاً فَكَيفَ تَزولُ

تَنوءُ بِحَملِ الضَّيمِ شِدَّةُ عِزَّتي
وَقَلبي عَنِ الخُلّانِ لَيسَ يَحولُ

يُلاحِقُني قَهرُ الرِّجالِ كَأنَّما
عَلَيَّ لِميراثِ الجُدودِ ذُحولُ

فَكَيفَ سَأنسى في رُباكِ خَمائلٌ
ﻭَﻇِﻠُّﻚِ في قَيْظي ﻋَﻠِﻲَّ ﻇَﻠﻴﻞُ

يَقولونَ عَنّي لِلعَشيرةِ ناكِرٌ
أيا لَيتَ حالَتْ دونَ بُعدي حُؤولُ

ﻭَﻛَﻴﻒَ سَأحيا ﺍلذُّلَّ دونَ كَرامةٍ
أتَرضى بِعَيشٍ أنتَ فيهِ خَذولُ

حَمَلتُ هُمومي في ثَنايا حَقيبَةٍ
فَما عادَ لي غَيرُ الوَكيلِ وَكيلُ

وَمِنْ ذِكرَياتِ الأهلِ بَعضُ مَلامِحٍ
وبَعضُ الأماني فالمُصابُ ثَقيلُ

سَعَيتُ لِمَجهولِ الحَياةِ لَعَلَّني
أُداوي جُروحَ القَلبِ وَهوَ عَليلُ

وَنيرانُ صَدري زَفرَةٌ تِلوَ زَفرَةٍ
فَتُطفِئُ آهاتِ العَليلِ شَمولُ

وﻳَﻌﺜُﺮُ ﺑﻲ ﺩَﻫﺮﻱ يُقَيِّدُ أرجُلي
وَغَيري ﻋَﻦِ ﺍلحُبَِ الدَّفينِ ﻳَﺤﻮﻝُ

ألا حَبَّذا ساقٍ فَيَروِيَ ظامِئاً
بِكَأسِ قُراحِ الماءِ حينَ يَسيلُ

بِلادي وَبي ﺷَﻮﻕٌ ﺇِﻟَﻴﻬﺎ مُؤَرِّقٌ
وإنْ مِتُّ وَجداً إنَّهُ لَقَليلُ

بكري دباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق