الاثنين، 19 أغسطس 2019

مجلة شذا الحروف/الكرسي ينتظر/محمد علي الشعار



الكرسيُّ ينتظر  ج ٢

حملتُ إثرَ السُّرى مِرآةَ أُمُنيتي
وما رأيتُ بها حقاً سوى عَكسي
أُحْيَيْتَ ناياً هوى بالريحِ مُنكسِراً
جَبّرتَ عظمَ الفتى في ساعدِ الجِبْسِ
واستخْفَتِ اليدُ .... تلكَ التي هَبجَتْ
طَوْلاً ... بكُمِّ دُجىً خوفاً من الهَرْسِ
يُؤرِّخُ الرعدُ بالليمونِ هِجرتَهم
على جدارِ قُرىً من شهقةِ العَطسِ
سيجمعونَ هُبابَ الرحلِ أمتعةً
من خلفِهم وخَزاتُ العُرْبِ والفُرْسِ
لك الخُطى مَلِكاً والشوكُ تكسِرهُ
درباً وتجري رياحُ العَصْفِ بالكَنْسِ
حدّثتَ بالمفرداتِ البيضِ لهجتَنا
حذفتَ من معجمي ذا لفظةَ التعْسِ
يا آسي الجرحِ والخبْراتُ تصقلُه
شخّصت جارحتي من أولِ الجسّ
ولهفةٍ لشهابٍ صاعقٍ بسما
مُستأسِدٍ لحِمىً من نبرةِ النَبْسِ 
بزُّوا ظلالَهمُ ما ارتابَ واثبُهم
فيا لَهم من شبابٍ واقدٍ حُمْسِ
مدّوا جُسورا على الآفاقِ وانتشروا
سنُّوا بها سيفَهم من قوةِ البأسِ
تفاءَلوا ... بحريرِ البعثِ مولدُهم
وعلّقوا إبرةً في ثوبهِ القدْسي
كُراتُ مائِكَ تطفو فوقَ رغبتِها
دوماً وتهزأُ من بحّارةِ الغطْسِ
خُذوا بحكمةِ مَجنونٍ برى بعصا
أعمى بصيرتَه مُزدانةَ القبْسِ !
خُذوا بإيماءِ من ضجّت سرائرُه
من جَهرةِ الصمتِ خلفَ الألسُنِ الخُرْسِ 
و وَدِّعوا خُصلةً للشَعرِ نائحةً
على رمادٍ بناقوسِ النوى دَرْسِ
ضَعوا بقارورةٍ شَفّافةٍ كُتُباً
للبحرِ إيذانَ يومٍ وارِمِ النحْسِ
هذي البحورُ مِدادي . كلُّها خُلِقتْ
موجاً وأشرعةً من رَملةِ الحَدْسِ
ربطتُ ناقةَ بحري وهْيَ مُزبدةٌ
بالشطَّ والقلبُ في لُجِّ الهوى أُسّي
في قِمَّةٍ لجمالِ الروحِ زاهرةٌ
ما زالَ يقنصُها الهيمانُِ بالخَلْسِ
ما بينَ عينِ المدى والأُذنِ بعدَ صدى
برْقٌ يشقُّ خيالَ الجِنِّ والإِنسِ
ألقى الأُولى بِذرةَ الحرفينِ في نُسُكي
واستوطنتي سما من باسمِ الغرْسِ
زيّنتُ في شجرِ الخرنوب أغنيتي
وفي أواني انتظاري لمعةُ الدُبسِ
وقفتُ كالبُحتُريْ مُستقرِئاً صُوَراً
وإصبعيْ فوقَها ...  لمْساً على لَمْسِ .

محمد علي الشعار

١١-٨-٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق