الخميس، 19 ديسمبر 2019

مجلة شذا الحروف /أرق لعيني/حيدر الزيدي



أرق لعينيَ
............

وتصطفي  الاحزان ليلاتي الذبيحة

كأورام دفلى  وبكاء  بلابل

ويحنو  الدجى

لمرافىء  الذكرى النحيبة

والطرقات الملثمة بالشحوب

وجموع السراديب الثقيلة 

وعطش السنابل

في ربا الزهر الوليد 

دفنت الأماني العتاق

وشيعني الى المثوى

أنكسار  البساتين

وحداد الجداول

كيف أطلب  الغفران

وأنا  قمحة يغسلها  الرماد

تلقى يتيمة  كأرتجاف  الشموع 

 على  ضوؤها الذابل

سيموت طاوس  الربيع

سيلوذ بالعراء النخيل

وتتكأ  على  سلالات جرحي

  شعوب الآهات 

 وشتات أيائل

وكهانة عينيك مصابي

ترف بين جسور   الارجوان

كخوابي الزنجبيل

 مثل صيف نهيد

وهيبة الفسائل

خانني ظني  فأطلقي  لحنك

يلملم ثوب السجين

فلن تسمعي مني بعد اليوم

أنين الرمال

سوى فؤاد  تحتها    ناحل

وأهنأي  على نائحات الغروب

لاتتركي حكايا  المعذبين

تتسرب إليك ،كقطف العنب

أنتِ   ومعصم زاجل

دكت صدري أقدام السنين

وهبتنتي مالايقال

وأتت  نحري بحفنة  دخان

 وأتت صدري  بطيش  المعاول

كيف هوت من صلاتي الخطايا

وأنتبذ التراب خفق سجودي

الا ياطائر الأرخبيل البعيد

حدثني عن ميلادي عن أبي

عن صحابي عن شبابي

عن  شفرة الحرمان

تنزع زغبات الطفولة  الأرامل

وأنتهينا مثلما بدأنا غابة موحشة

نمور  جياع  آلهة بلاقناع

 يطاردنا صوتنا الشجي

وعيناك   ضوء  البيوت

وفي يدي  يموت نهر الياسمين

ويذوي فصيل شتائل.


................
حيدر الزيدي
النجف
١٧/١٢/٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق