الأحد، 1 ديسمبر 2019

مجلة شذا الحروف /في كل فنجان نسينا أحرفً/فيصل جرادات



في كلِّ فنجان
 نسينا أحرفاً

ما أينَعَتْ
تلكَ الزُّهورُ بشُرفَتي
إلَّا لتُزجي للصباحَ تحيَّتي

وتقولُ أشرقَ في المُحَيَّا
نورُها
وترَنَّحَتْ سَكْرَى
بقُبْلَةِ نَحْلَةِ

من خمرِ عشقٍ
في الشِّفاهِ رحيقُهُ
رَشَفَتْ على عَطَشٍ
رُضاب محبَّتي

وتوسَّدت مني الذِّراعَ
وأغمضتْ
من وقعِ دقَّاتِ الحَنانِ
بمهجتي

عَبَثَ النَّسيمُ بشعرِها
وكأنَّهُ
لَمَسَاتُ عشقٍ
في جبينِ أحبَّتي

أخفي عن الأسرابِ
ثغراً جامحاً
كي لا تظنَّ شفاهَها
عُنَّابتي

لا تنظروها
من شُقوقِ جفونِكُمْ
بل إنظروها
من نوافِذِ مهجتي

ألقيتُ شِعْرِي
في قرارةِ سمعِها
ومددتُ أُهديها
ابتسامةَ زهرتي

صاغت حياتي كالحُليِّ
بجيدِها
وركبتُ في الأمواجِ
منذ طفولتي

وكبرتُ مثلُ الفرخِ
تحت جناحِها
وشممتُ في أنفاسِها
حُريَّتي

كنتِ الزنابقَ
في دروبي كلَّها
وعلى مدى الأزمانِ
وجهُكِ قِبْلَتي

من غير حبِّكِ
لستُ أدري من أنا
أو كيفَ أمضي في الحياةِ
وغايتي

والموجُ يقذفني
إلى خُلجانهِ
والبحرُ قبطانٌ
يقودُ سفينتي

من كلِّ أصدافِ الشَّواطيءِ
عقدُها
ومن المَحارِ
شكَكْتُ خيطَ قِلادتي

ومَعَ انبلاجِ الفجرِ
أجمعُ عِطرَها
حتى أسابقَ للرحيقِ
فراشتي

الحبُّ سِحرٌ
في العروقِ دبيبُهُ
يخفى
و تنشرُهُ صَبايا ضَيعتي

في كلِّ فنجانٍ
نسينا أحرفاً
حتى تجمعت الفُصولُ
بقهوتي

لا أدرِ كيف هبطتُ
بين غصونها
فيها شهدتُ بدايتي
ونهايتي

لا قبلها قبلٌ
ولا بَعدٌ لها
هِيَ كلُّ تاريخي
وكل روايتي

فيصل جرادات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق