الخميس، 14 نوفمبر 2019

مجلة شذا الحروف/إبراهيم أبوثريا/محمد علي الشعار

إبراهيم أبو ثريا

الشهيد يتحدى العدو مبتورَ القدمين على كرسيه المتحرك .

خزَّفتُ من طينِ الهوى أقداحي
وأصابعي سكرى تُقطِّرُ راحي
و تركتُ لوحاتي تطوفُ بنزفِها
واختَرتُ من لونِ السماءِ جراحي
أحرقتُ موكبِ أضلعي لعشيقةٍ
ﻷُضيءَ قنديلي على اﻷفراحِ
سيمرُّ يرفلُ بالمرايا وحدَها
والذكرياتُ رؤى السنى اللمّاحِ
والتاركونَ على الرمالِ قصيدةً
لم ينسها أفقُ السفينِ الماحي
الشوكُ ملحمةُ المسيرةِ ، والخطى
نثرت على دربِ الدماءِ أقاحي
رِجﻻيَ موئلُ ثائرٍ مبتورةً
يستلُّها يومَ الحريرِ جناحي
القدسُ من ذاكَ السحابِ ...وغيثُه
دمعٌ يسيلُ ببهجةِ اﻷرواحِ
القدسُ سنبلةُ السماءِ ودُرُّها
نزلتْ مُضرجةَ الندى لكفاحي
ما زلتُ أعرجُ في السماءِ وراءَ مِع
راجِ الشعاعِ إلى بلوغِ ضُراحي
أرِدُ المراضعَ كلَّها حتى أرى
موسى و أسألُه عن اﻷلواحِ
هل من وصاياكَ النديةِ قتلُ أن
فاسِ اﻷزاهرِ في يدِ اﻹصباحِ ؟!
وأرومُ عيسى ماشياً في الماءِ أب
حثُ عن خُطاهُ لنصرةِ المﻻّحِ
أطفالُنا خبِروا الدماءَ مواسماً
تربو عليها لعبةُ السفّاحِ
لبِسوا الدماءَ على القُرى مبلولةَ ال
نجوى ولفّوها بفخرِ وِشاحِ
سأعودُ من سَفرِ الظﻻلِ كنخلةٍ
نبتت على كفٍّ بماءِ قُراح
ضحيَّتُ لم أملكْ سوى لحمي على
قِسطينِ ما غيرُ البنانِ رماحي
للسامريِّ خُوار سيناءِ التي
ضاعوا بها واليومَ صوتُ نُباحِ
إن نِمتُ نوماً ﻻ أُفيقُ بإثرهِ
جنبي السﻻحُ على الزنادةِ صاحي
قامت فلسطينُ اﻷبيَُّة تعتلي
بيضَ الثلوجِ وحمرَ نارِ صفاحِ
أذَّنتُ ما فوقَ السماءِ لفجرِنا
قد يلتقي ديكُ الصباحِ صياحي
غطَّستُ مُعضلتي ببحرِ نوائبي
فوجدتُ بحراً من مياهِ مُزاحِ
قدري يكوِّرُني الزمانُ مناكبا
وأنا لثاقلةِ العظائمِ داحِ !
يا نفسُ كوني في الترابِ شَجيرةً
والليلِ صاحبةَ النجومِ تُراحي
ما فوقَ قبري ساعدٌ طلبَ الشها
دةَ مرَّةً أخرى بكلِّ طِماحِ
ومعي غصونٌ من ودائعِ رحلتي
وقفتْ عليها خافقاتُ صُداح
لو لم تكن أطهارَه ، ما كان أحم
مدُ بالغاً قوسيه فوق صُراحِ
وطرقتُ في الوادي المقدسِ بابَه
والشمسُ تجري في صدى المفتاحِ
جالتْك أشرعتي مدىً في كلِّ سا
بغةِ الهوى واستأذنتك رياحي .

محمد علي الشعار

 24/12/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق