الأحد، 24 نوفمبر 2019

مجلة شذا الحروف /إلى متى الخذلان /فيصل جرادات



إلى متى الخِذْلانْ

إن لمْ تكوني
كالصَّباحِ
ينيرُ أرجاءَ المكانْ
أو زهرةً ريَّانةً
يزهو بها البُستانْ
إن لمْ تكوني بسمةً
تهمي على وجهِ الزَّمانْ
إن لم تكوني ...
فاخرُحي منِّي
فلستُ أنا الرِّهانْ
الحبُّ ليسَ فضيلةً دوماً
سيدخلُنا الجِنانْ
فلربما حب
له شوكٌ وأشداقٌ
بها أسنانْ
أنا لستُ قِدِّيسَ المعابِدِ
كي أضيء الشمعدانْ
أنا
لستُ إبليساً وأُفتي
من فم الشيطانْ
أنا بعضُ نبضٍ
لم يزلْ في قلبهِ إنسانْ
إما يعيشُ الحبُّ
في قلبي
وإما الموتُ والنسيانْ
أمضي إلى الآفاقِ
فوق جبينِيَ العنوانْ
تلك الجذوعُ
تعانقُ التاريخَ لي عُنوانْ
فيها من الخرُّوبِ والكينا
و وحْيِ السنديانْ
فيها الصُّنوبرُ
عطرُهُ النََّفاذَ مثل الرُّوحِ
للأغصانْ
صاحبتُ فيها الصقرَ
والبازيَّ والشاهينَ
والعقبانْ
من حيث لبَّت للسَليلِ
ظِباؤها
هبَُت
لترقُلَ حولَه الغِزلانْ
من غيرِ زيفٍ
أو تصَنُّعَ
لا يُهينُ ولا يُهانْ
إنِّي سأمضي
ثم أطلقُ جامحاً
من غير حبلٍ أو عنانْ
كوني معي
أو لا تكوني
لم أعُدْ أتحَمَّل الخِذلانْ
ليظلَّ منِّي
لو شظايا
إسمُها
إنسانْ
ليظلَّ منِّي
لو بقايا
إسمها إنسانْ

فيصل جرادات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق