الأحد، 19 مايو 2019

مجلة شذا الحروف/لغتي أراد زوالها الأعداء/محمد الفاطمي



لَغتي أرادَ زَوالها الأعْداءُ

طُوبى لِمَنْ بِالمُفْرداتِ تَأَلَّقا***وبِحِكْمَةٍ في المُلْهَمــــــــــــــينَ تَـــــخَلَّقا

بُشْراهُ أَنَّهُ مِنْ بَديعِ حُروفِهِ***غَزَلَ الرَّفيعَ مِنَ البَيانِ فَأَشْـــــــــــــــرَقا

لَمْ أَدْرِ كيْفَ أَنارَ جَوْفَ قَريحَتي***نَظْمٌ تَغَنّى بالحَياةِ وَشَقْــــــــــــــشَقا

صِيَغٌ مُؤَنَّقَةُ البِنـــــــــاءِ بِدِقَّةٍ***تَخْتالُ بَــــيْنَ الشّاهِقـــــــــــــــاتِ تَأَلُّقا

رَكِبَتْ عُقولَ ذَوي الطُّموحِ وَحَلَّقَتْ***كالطّيْرِ رَفْرَفَ في السَّماءِ مُحَلِّقا

                                      ////

نُورُ الحُروفِ بِها اللّسانُ تَكَلَّما***وَبها اسْتَطاعَ بأَنْ يُزيحَ المُبْـــــــــهَما

إقْرأْ فَأَمْرُ اللهِ فَرْضٌ واجِــــبٌ***يَدْعو عَزائِمَنا بِأَنْ تَتَـــــــــــــــــــعَلَّما

تَرقى العُقولُ بِجُرأَةٍ إنْ أَدْركَتْ***أَنَّ ارتِقاءِ النّاسِ صارَ مُـــــــــــحَتَّما

لابُدَّ منْ خَلْعِ الغَباوَةِ فانْتَـــــــظِرْ***فَصْلَ الرَّبيــــــــــعِ إذا الأَنامُ تَأَقْلَما

وَتَرى رَحى التَّغْييرِفي دَوَرانِها***سَتُبيدُ عَصْـــــــــــــرا بِالبَقاءِ تَوَهَّما

                                       ////

قَلَمي إلى لُغَــــــــــةِ البَيانِ تَقَرّبا*** وَمنَ التَّكاسُلِ والخُـــــــمولِ تَهَرّبا

مِنْ حِبْرِهِ انْهَمرتْ مَواطِرُ حِكْمَةٍ***سَقَتِ الوَرى منْ غَيْثِها فَتَعَـــــــجَّبا

والنَّظْمُ يَعْزِفُ ما يَشاءُ مُـــــغَرّدا***بِلِسانِ سِحْرٍ قَدْ أســـــــــرَّ وأَطْرَبا

لُغَةٌ بها وَحْيُ الحَـــــــــــكيمِ أَمَدَّنا***حَتّى يَزيـــــــــــدَ بِنا الفَلاحُ تَقَرُّبا

سَأَظَلُّ أَعْصُرُ بِالحُروفِ قَريحَتي***لِاَصوغَ شِعْراً في التِّلاوَةِ مُــعْرَبا

                                        ////

أَقْلامُنا بِنُبوغِنا تَتَـــــــــــــــــجَدَّدُ***وَبِها الحَناجِرُ لا تَزالُ تُغَـــــــــرِّدُ

تَرْقى المَشاعِرُ في القُلوبِ بِنَظْمنا***طُوبى لِمَنْ بِصدى اللّسانِ يُزَغْرِدُ

إنَّ الحُروفَ لدى اللَّبيبِ أَحِبَّةٌ***بِرِضائِها يْحْيا الفُؤادُ فَيَـــــــــــــــسْعَدُ

حَقِّقْ مُناكَ إِنِ اسْتَطَعْتَ بِلَفْظَةٍ***فَلَقَدْ تَجــــــــــــــــودُ بِما تُريدُ فَتَرْشُدُ

فَاليَوْمَ حانَ لِكُلِّ حَرْفٍ ثائِرٍ***مِنْ أنْ يَجــــــــــــــــــودَ بِما يَراهُ يُجَدِّدُ

                                ////

لُغتي أرادَ زوالَها الأعْداءُ***حينَ اسْتَبَدَّتْ بِالأُمَّـــــــــــــــــــةِ الأَهواءُ

وَبَدا جَلِيّا  للجَميعِ هُبوطُها***لَمّا أَهانَ بَيانَها العُــــــــــــــــــــــــــملاءُ

وَكَذلِكَ اتَّهَمَ الضّعافُ أُصولَها***بِئْسَ الذي أَدْلى بِهِ الضُّــــــــــــــعَفاءُ

لا تَحْقِرِنَّ لِسانَ أُمَّتِــــنا الذي***منْ نورِ حِكْمَتِهِ ارْتَقى الفُقَـــــــــــــهاءُ

واذْكُرْ مآثِرَ أَحْرُفٍ تَرَكَتْ لنا***إِرْثاً كبيراً خَطَّـــــــــــــــــــــهُ الأُدباءُ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق