الاثنين، 3 ديسمبر 2018

قيثارة اللهب//حيدر الزيدي

 قيثارة اللهب ...
.
وتاه طريق وظل رصيف
وأجنحة السفائن تمخر البحر
والليلك الفضي في جبينك قتام
أطلق ُ منديلي الاخير
وحقيبتي شذاها بخورك
فليعم أسوارك ربيع السلام
الموج نافذة القوافل
وليعد زورق الغيبوبة الى ضفافك
وفي طشارة زرق الاغنيات
واوراق الغرام ..
أحجارنا القديمة مقهى اللهب
خفق الاغصن الضاحكات
أوزات الحديقة
هشير العنب ودبكة فرس أسبرطي
فزّاعة الاحلام
هناك ياحبيبتي خلف البرق
طائر الوداع مستغرق السماء
وأنتِ بركة الشهب بين الخمائل
مبتورة الشفاه ...
تنتابك قشعريرة الزؤوام
كان ميلادنا مجامّر العابثين
كان دوار الخابور نذير طين
وغابات الكحل الحمراء
تخدد مقلتيك أنعطاف الطاعون
وسلالات الحطام..
بعد الف عام أنتظريني قبضة جمّر
نداء من أعمى الطيور
شبه محارب بلا رمح
مزروع في قرارة شرياني أمنية
وخضل نجمة يتيمة
ولسان حسام
أجمعي كل أصداء الغيوم
تبلل أهدابك الخضّر بالنايات
في غيابي شميم الحنين
يغفو على ثلوج السواقي
ويتبع شفق الافول
تناهيد الغمام
ولتسألي أشداق الريح عن كلالتي
ونسرّ ينقر هامتي بلسان جلاد
الليل معطف فنجاني المكسور
والدفاتر السوداء غابتي
والوحش العجوز يصطاد أنسام
مفازتي عيناك الغاضرتان
وضحالة الينبوع الذّابل الشعاع
تسّوري بريشة البجع المهاجر
وأكتبي على حقل الارز
اسماؤنا المبحوحة الصدى
منكوبة الاعوام
ولتختفي من ثدي الشروق
أزاهيرنا السكرى على خد السهوب
تلامس أرخبيل العرّاء
كي تتلون الغزلان بشهوة المرج
يكفكف عن سواقية ضمأ الشموع
ثم نمضي بخار جدول
لاتغسل أمانينا الا حدقات أوهام
كل أغاريد الصفصاف وجع صدري
كل خيول الصيف تسابق
عواء الذّئاب...
والشحارير رمداء ملح عيونها
شتول الحسرات وبكاءات الحمام
صلاتتا نوح على فرّاشات
عطشت في الدروب القفر
تغسل جلودها نبرة الحزن
وزقزقة سحابة جريحة
كأن بلابل عشقنا لاتسيقظ
الا على نوائح الايام ...
--------------
حيدر الزيدي
النجف الاشرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق