الأربعاء، 21 فبراير 2018

من يواسينا ؟/// بقلم الشاعرة ...زكيَّة أبوشاويش _ أُم إسلام

قال ابن زيدون
أضحى التَّنائي بديلاً من تدانينا ___ونابّ عن طيب لقيانا تجافينا
وعارضه أحمد شوقي فقال :
يا نائحَ الطَلح أشباهٌ عوادينا ___نشجى لواديك أم نأسى لوادينا
وعارضه حافظ إبراهيم فقال :

لم يبق شيئٌ من الدُّنيا بأيدينا___ولا بقيَّة دمعٍ في مآقينا

وهذه معارضتي بعنوان :
من يواسينا ؟

الشِّعر صوَّر جزءاً من مآسينا___والحالُ حالَ وما تُغني قوافينا
ماذا أقولُ وقد فاضَ الفؤادُ بما___أجرى الشِّغاَف فسالت من مآقينا
هذاالعراقُ وذاكَ الشَّامُ في ضنكٍ___والهمُّ في يمنٍ ... قيدٌ لحادينا
في تونس اندلعت ثوراتُ من قُهِروا___قدألهمتْ مصرَإذ صالت بِوَادينا
والحرُّ يُقتَلُ في قدسٍ وقد سُلِبت ___ كُلُّ الأراضي بِظُلمٍ في فلسطينا
أحرارُغزَّةَ في سجنِ الضَّنى حُصِروا___برّاً وبحراً وجوَّاً من مُعادينا
قد كانَ ظُلمٌ لأعداءٍ متى دُحِروا ___ وحصرُمن حكموا بالحقدِ يُصلينا
نحيا بلا أملٍ قد كانَ راودَنا ___ يوماً بكُلِّ قريبٍ ... قد يداوينا
ها نحنُ نمضي لأهدافٍ تُحررُّنا___من بطشِ من عصبواعيناً بنادينا
ماهانَ مسرىً بقلبِ القُدسِ إذ زعموا___توحيدَها ليهودٍ سوفَ يُقصينا
في كُلِّ يومٍ شهيدٌ يرتقي بطلاً ___ لا من خنوعٍ لوغدٍ باتَ يسقينا
باتت خياناتُ أوطانٍ لنا ..عَلَناً___مِن يأسِ من برعوا في حصرِراعينا
يا من علا حجراً والبحرُ يلطِمُهُ ___ الموجُ لا ينتهي والشَّعبُ قاضينا
إنَّ الخيانةَ لا يعلو بها شرفٌ ___ وأمَّةُ الخيرِ لا تنسى .. وتنسينا
جاءَ انتقامٌ من المولى سينزِلُهُ ___ بكُلِّ عادٍ ... جهادٌ سوفَ يحيينا
هيَّا ارحلوا عن بلادٍ لن تكونَ لكم___إنَّ الحلالَ ... بأمر الله ... يكفينا
لا للمعوناتِ إن باتتْ تُذِلُّ لنا___هاماتِ عزٍّ... فصبرٌ سوف يشفينا
لا للتَّفاوضِ ...عن حقٍّ يباعدُنا___ كُلُّ التَّنازُلِ ...لا يُرضي أعادينا
تنظيفُ أرضٍ من السُكانِ يطلُبُهُ ___ من قالَ: طفلٌ سيبقى سوفَ يُلهينا
كانَ الهروبُ بأموالٍ...لنا شغَفٌ ___ لكنَّ أرضاً بلا أهلٍ ... ستكفينا
مِنْ وعد خالقنا يوماً لمن زحفوا ___لأرضِ كنعانَ... هذا ما يواتينا
لا تحلموا... فهوانٌ سوفَ ندحرُهُ___ إذ قد جرى صلفٌ من ظُلمِ قالينا
صلَّى الإلهُ على خيرالورى أبداً ___ صلُوا عليهِ وكُلُّ الخيرِ يأتينا
أعدادَ من سرقوا أرضاً ومن هربوا___ومن لكُلِّ حلالٍ ...باتَ يُدنينا
الأحد 2 جمادى الآخرة 1439 ه
18 فبراير 2018 م
زكيَّة أبوشاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق