الأحد، 21 أكتوبر 2018

تناهِيد وطَن// عبدالباري الصوفي

تناهِيد وطَن
وطنِي تُمزِّقُه البنَان
وصُراخُه يعلو كَثِيرًا لِلعيانِ
وفَمُ الزَّمان يقُول
لا تقتَرِب ...
خَطرٌ جسِيم
ِفِعلٌ أثِيم ..
إنَّهُ الإرهَاب ..
شيئٌ يُبعثِرُ بالمكَان ..
صُبحٌ يُطلُّ علينا
بعد ليلٍ شاحبٍ ..
أوَّاه .. لم يذُقِ المنَام ...
يستَنشِقُ الدُخَّان
يبكِي على البُنيَان
يشكُو من الإنسَان ...
صوتُ القَنابل
إزعاجُ أطفال صِغار
ومرُور كُلّ العابرِين
صَمتُ المقَابِر .. بل سُكَّانها
مَن أزعَج العُدوَان ...
يَا أيُّها الوَطَن الكبِير
تاهتْ فصَائلُنا بكلِّ شِعَابها
والجُبن قد أنهكَ البلدان
تلك السَّماء تصَلَّدت
والأرضُ من حُزنِ البَلاءِ تشقَّقت
وترىٰ الجِبال دمُوعَها
تجرِي سُيولًا من أنِين
وسُهول أرضِي قد توشَّحَتِ السَّوَاد
ترثي بقايا الحب فينا
وتنُوح فُرقَتنا ..
وتَبكِينا السِّنِين ...
يَا أيُّها الجِيلُ الجَدِيد
هَلَّا تفِيق
الوقتُ قد قَتلَ الطَّرِيقَ
أنهَى الحَياة جمِيعَها
سَفك النِّسَاء مع البَنِين
رسَم التشَوُّه في الوَجع
أدمَىٰ تناهِيد الأنين
فإلىٰ متىٰ نَبقَىٰ نِيام
نَرمي بِأهَاتِ الوطن
فيَتُلُّه البَاغِي بخُبثٍ لِلْجبِين ...
يقطَعْ شرَايين الحَياة
يجتَثُّ كُلّ الحَالمَات
يلهُو بِكُلّ المُوبِقات
يُنهِي بقايَا الحُبّ في عُمقِ الوَتِين ...
بقلم / عبدالباري الصوفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق